كل ما تحتاج معرفته عن أطفال الأنابيب (IVF): الأسباب، المراحل، ونسب النجاح

  • Aug. 5, 2025
  • 82
  • #Pregnancy_and_Birth

أطفال الأنابيب (IVF): دليل شامل لمراحل التلقيح الاصطناعي وعلاج العقم

 

أطفال الأنابيب أو التلقيح الاصطناعي (In Vitro Fertilization - IVF) تُعد من أكثر تقنيات علاج العقم فعالية وانتشارًا في السنوات الأخيرة، وهي تمثل بصيص أمل للعديد من الأزواج الذين يعانون من العقم عند النساء أو العقم عند الرجال. يتم إجراء هذه العملية ضمن بيئة مخبرية متقدمة حيث تُخصب البويضة بالحيوان المنوي خارج الجسم، ثم يُعاد زرع الجنين داخل الرحم.

في هذا المقال، يقدم موقعنا الطبي شرحًا تفصيليًا عن كل ما يخص أطفال الأنابيب من التعريف والأسباب والمراحل، إلى نسب النجاح والمخاطر، والتطورات الحديثة في هذا المجال.

 

ما هو التلقيح الاصطناعي (IVF)؟

التلقيح الاصطناعي هو إجراء يتم فيه دمج البويضة مع الحيوان المنوي خارج الجسم (في المختبر)، ويُعد الخيار الأول لكثير من حالات العقم المستعصي. تطورت هذه التقنية بشكل كبير منذ ولادة أول طفل أنابيب عام 1978، لتشمل الآن تقنيات متقدمة مثل الحقن المجهري (ICSI) وفحص الأجنة وراثيًا.

 

الحالات التي يُنصح بها إجراء أطفال الأنابيب : 
 

يُوصى بإجراء أطفال الأنابيب في الحالات التالية:

  • انسداد قناتي فالوب أو تلفهما: يمنع ذلك انتقال البويضة إلى الرحم.

  • بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): قد تؤثر في جودة البويضات وتعيق الإخصاب الطبيعي.

  • اضطرابات التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS).

  • العقم الذكري: انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو ضعف حركتها أو تشوهها.

  • فشل تقنيات أبسط مثل التلقيح داخل الرحم (IUI).

  • العقم غير المفسر: عدم وجود سبب واضح بعد التقييم الكامل.

  • وجود أمراض وراثية في العائلة تستدعي فحص الأجنة.

  • الرغبة في تجميد الأجنة أو تجميد البويضات لأسباب طبية أو اجتماعية.

 

مراحل عملية أطفال الأنابيب : 
 

1. تحفيز المبيض Controlled Ovarian Hyperstimulation

تبدأ العملية باستخدام أدوية هرمونية لتحفيز المبيض على إنتاج بويضات متعددة خلال دورة واحدة. تُتابَع الاستجابة من خلال السونار وتحاليل الهرمونات.
 

2. سحب البويضات Oocyte Retrieval

بعد نضج البويضات (قطرها 18-20 مم)، يُحقن هرمون hCG أو بديله (Lupron) لتحفيز الإباضة، ويتم السحب بعد 34-36 ساعة.
يتم سحب البويضات تحت التخدير الخفيف باستخدام إبرة دقيقة موجهة بالموجات فوق الصوتية عبر المهبل.
تستغرق العملية دقائق قليلة وتُعد آمنة إلى حد كبير.

 

3. جمع وتحضير الحيوانات المنوية

تُؤخذ عينة من السائل المنوي وتُحضّر في المختبر لانتقاء أفضل الحيوانات المنوية جودةً ونشاطًا.
 

4. الإخصاب Fertilization

  • يتم خلط البويضات الناضجة مع الحيوانات المنوية (الإخصاب التقليدي).

  • أو من خلال الحقن المجهري (ICSI)، حيث يُحقن حيوان منوي واحد مباشرة داخل البويضة، خاصة في حال وجود ضعف شديد في السائل المنوي.
     

5. تطور الأجنة Embryo Culture

  • تُراقب الأجنة في الحاضنة من يوم 1 إلى اليوم الخامس.

  • في اليوم الثالث تكون الأجنة في مرحلة الانقسام (6-8 خلايا).

  • في اليوم الخامس تصل إلى مرحلة الكيسة الأريمية (Blastocyst).
     

6. نقل الأجنة Embryo Transfer

  • يتم اختيار جنين أو أكثر حسب العمر و جودة الأجنة.

  • النقل يتم دون تخدير، ويُستخدم أنبوب رفيع لإدخال الجنين في الرحم.
     

7. دعم بطانة الرحم

يُعطى البروجسترون لدعم انغراس الجنين. يُجرى فحص دم بعد 10–14 يومًا للتأكد من حدوث الحمل.

 

ما بعد النقل وانتظار النتيجة
 

  • تُعطى المريضة البروجسترون (عن طريق التحاميل أو الحقن) لدعم بطانة الرحم.
  • يُجرى اختبار الحمل في الدم (β-hCG) بعد 12-14 يومًا.
  • في حال نجاح الحمل، يتم تأكيده بالسونار بعد 2-3 أسابيع.

 

عوامل تؤثر على فرص النجاح
 

  • العمر: كلما كانت المرأة أصغر، زادت الفرصة.
  • جودة البويضات والحيوانات المنوية.
  • سمك بطانة الرحم في وقت النقل.
  • وجود أمراض مثل بطانة الرحم المهاجرة.
  • نمط الحياة: التدخين، الوزن الزائد، والتوتر تؤثر سلبًا.

 

نسب نجاح التلقيح الاصطناعي : 
 

تختلف نسب نجاح أطفال الأنابيب حسب عمر المرأة وجودة الأجنة:

  • تحت سن 35: تصل النسبة إلى 50-60% لكل دورة.
  • من 35 إلى 40: تنخفض إلى 30-40%.
  • فوق 40 عامًا: قد تقل عن 15%.

وتزداد فرص النجاح بتكرار المحاولة، واختيار مركز طبي متخصص.

 

أهم المخاطر والمضاعفات المحتملة
 

1. متلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS)

  • انتفاخ، ألم بطني، تجمع سوائل.
  • في الحالات الشديدة: خطر على الكلى أو الرئة.

2. الحمل المتعدد

  • أعلى خطر في حال نقل أكثر من جنين.
  • يزيد من خطر الولادة المبكرة ومضاعفات الحمل.
     

3. فشل الزرع أو الإجهاض المبكر

  • قد يعود لأسباب جينية أو مشكلات في بطانة الرحم.
     

4. مضاعفات بسيطة أثناء سحب البويضات أو التخدير (نادرة).

 

التطورات الحديثة في مجال أطفال الأنابيب
 

  • اختبارات جينية متقدمة (PGT-A, PGT-M) للكشف عن الأمراض الوراثية قبل الزرع.
  • تقنيات تجميد البويضات والأجنة (vitrification).
  • استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم جودة الأجنة.
  • دعم بطانة الرحم بطرق مخصصة وفقًا للبروفايل المناعي للمرأة.
     

أحدث تقنيات التلقيح الاصطناعي
 

  • تجميد الأجنة والبويضات بتقنية التزجيج (Vitrification).
  • التحليل الجيني للأجنة (PGT-A) للكشف عن التشوهات الصبغية.
  • التحليل الجزيئي لبطانة الرحم (ERA) لتحديد أفضل توقيت لنقل الجنين.
  • استخدام الذكاء الاصطناعي لاختيار الأجنة عالية الجودة.
  • أطفال الأنابيب بدون أدوية (IVF طبيعي) في حالات محددة.
     

نصائح قبل الخضوع لأطفال الأنابيب
 

  • التوقف عن التدخين قبل 3 أشهر على الأقل.
  • الحفاظ على وزن صحي ومتوازن.
  • تناول مكملات حمض الفوليك.
  • تقليل التوتر وممارسة تمارين الاسترخاء.
  • اتباع تعليمات الطبيب بدقة أثناء العلاج.

 

أطفال الأنابيب تُعد من أكثر تقنيات الإخصاب المساعد تعقيدًا ونجاحًا، وتمنح الأمل لملايين الأزواج حول العالم. ورغم أن النجاح لا يكون مضمونًا بنسبة 100%، إلا أن التقييم الدقيق، واختيار المركز المناسب، والالتزام بخطة علاج فردية يرفع من فرص الإنجاب بشكل ملحوظ.
 

استشارة طبيب مختص في العقم والإنجاب أمر ضروري لتحديد الخيار العلاجي الأنسب لكل حالة.

 

 

Share the post