مرض السل:أسبابه وأعراضه: وطرق الوقاية

  • Dec. 17, 2024
  • 20
  • #Mental_health

مرض السل

أسبابه وأعراضه وطرق الوقاية والعلاج

مقدمة

مرض السل (Tuberculosis) هو واحد من الأمراض المعدية التي تصيب الجهاز التنفسي بشكل رئيسي، لكنه قد يؤثر أيضًا على أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والكلى. يصنف السل كأحد أقدم الأمراض المعروفة للبشرية، وما زال يشكل تحديًا صحيًا عالميًا، خاصة في الدول النامية.

ما هو مرض السل؟

السل مرض تسببه بكتيريا تُعرف بـ المتفطرة السلية (Mycobacterium tuberculosis). ينتقل المرض عبر الهواء عندما يقوم الشخص المصاب بالسعال أو العطس أو حتى التحدث، مما يؤدي إلى إطلاق الرذاذ الذي يحتوي على البكتيريا.

أنواع السل

السل الكامن: في هذا النوع، تكون البكتيريا موجودة في الجسم ولكنها غير نشطة، ولا تظهر أي أعراض على المريض. ومع ذلك، قد يتحول إلى سل نشط في حال ضعف الجهاز المناعي.

السل النشط: في هذا النوع، تكون البكتيريا نشطة وتسبب أعراضًا واضحة، ويكون المريض معديًا.

أعراض مرض السل

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:

السعال المستمر لمدة تزيد عن أسبوعين.

البلغم المصحوب بالدم.

فقدان الوزن غير المبرر.

الإرهاق والتعب.

الحمى والقشعريرة.

التعرق الليلي.

الأسباب وعوامل الخطر

العدوى: تحدث العدوى عندما يتم استنشاق البكتيريا من شخص مصاب بالسل النشط.

ضعف المناعة: الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أكثر عرضة للإصابة بالسل.

سوء التغذية: التغذية السيئة تضعف المناعة وتجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة.

طرق التشخيص

اختبار الجلد: يُعرف باختبار مانتو، وهو اختبار شائع للكشف عن السل الكامن.

اختبارات الدم: يمكنها قياس استجابة الجهاز المناعي للبكتيريا.

الأشعة السينية للصدر: تُستخدم للكشف عن التغيرات في الرئتين.

تحليل البلغم: لتحديد وجود البكتيريا.

أعراض السل المبكر:

قد تكون خفيفة في البداية، مما يجعل اكتشاف المرض في مراحله الأولى أمرًا صعبًا. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى الإصابة بالسل، وتشمل:

السعال المستمر:

يستمر لمدة أسبوعين أو أكثر.

قد يكون السعال جافًا في البداية، ثم يتطور إلى إخراج البلغم.

الإرهاق والتعب العام:

شعور مستمر بالإرهاق بدون سبب واضح.

فقدان الشهية:

انخفاض الرغبة في تناول الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن غير المبرر.

ارتفاع طفيف في درجة الحرارة:

غالبًا ما تكون الحمى منخفضة الدرجة (غير مرتفعة بشكل ملحوظ)، لكنها مستمرة.

التعرق الليلي:

التعرق المفرط أثناء الليل دون بذل مجهود.

ضيق التنفس:

قد يبدأ كإحساس خفيف ويزداد تدريجيًا.

ألم خفيف في الصدر:

قد يشعر المريض بعدم راحة أو ألم خفيف أثناء التنفس أو السعال 

السل الرئوي :

هو الشكل الأكثر شيوعًا لمرض السل، ويحدث عندما تصيب بكتيريا المتفطرة السلية الرئتين. ينتقل المرض عن طريق الهواء من خلال استنشاق الرذاذ الحامل للبكتيريا، ويعدّ من الأمراض المعدية التي تحتاج إلى علاج فوري لتجنب مضاعفات خطيرة.

أسباب السل الرئوي

العدوى البكتيرية:

تحدث العدوى عند استنشاق بكتيريا السل الناتجة عن عطس أو سعال شخص مصاب بالسل النشط.

عوامل ضعف المناعة:

المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

المرضى الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.

مرضى السكري أو سوء التغذية.

عوامل اجتماعية وبيئية:

السكن في أماكن مكتظة.

التعرض لمريض بالسل النشط دون اتخاذ إجراءات وقائية.


أعراض السل الرئوي

تشمل أعراض السل الرئوي ما يلي:

السعال المستمر:

يدوم أكثر من أسبوعين، ويكون مصحوبًا بالبلغم أو الدم في بعض الحالات.

الحمى:

حمى منخفضة إلى معتدلة، غالبًا ما تسوء في المساء.

التعرق الليلي:

تعرق مفرط أثناء الليل دون سبب واضح.

فقدان الشهية والوزن:

فقدان ملحوظ في الوزن دون اتباع نظام غذائي.

الإرهاق والتعب العام:

ضعف مستمر وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية.

ألم في الصدر وضيق التنفس:

خاصة عند تفاقم العدوى.

 


تشخيص السل الرئوي

الفحص السريري:

تقييم الأعراض والفحص الجسدي.

اختبار الجلد (مانتو):

للكشف عن الإصابة بالبكتيريا.

الأشعة السينية للصدر:

تظهر أي تلف أو إصابة في أنسجة الرئة.

فحص البلغم:

لتأكيد وجود بكتيريا السل.

اختبارات الدم:

للتحقق من الاستجابة المناعية ضد البكتيريا.

مضاعفات السل الرئوي

إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، قد يؤدي السل الرئوي إلى:

تلف دائم في الرئتين.

انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل الدماغ، العظام).

مقاومة البكتيريا للأدوية.

الوقاية من السل الرئوي

التطعيم بلقاح BCG:

يُعطى للأطفال في العديد من الدول لحمايتهم من العدوى الشديدة.

الكشف المبكر:

إجراء فحوصات دورية للأشخاص المعرضين للإصابة.

الإجراءات الوقائية:

ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة.

التهوية الجيدة للغرف.

تجنب الاتصال المباشر مع مرضى السل النشط. 

فترة حضانة مرض السل

تشير إلى المدة الزمنية بين دخول بكتيريا السل إلى الجسم وظهور الأعراض الأولى للمرض. تختلف هذه الفترة من شخص لآخر وتعتمد على عوامل مثل قوة الجهاز المناعي، والتعرض المستمر للبكتيريا، وحالة الصحة العامة للشخص.

مدة فترة الحضانة:

تتراوح عادةً بين 2 إلى 12 أسبوعًا بعد التعرض الأولي للبكتيريا.

في بعض الحالات، قد تظل البكتيريا خاملة لعدة أشهر أو سنوات دون ظهور أي أعراض (ما يُعرف بالسل الكامن).

ما الذي يحدث خلال فترة الحضانة؟

في حالة السل الكامن:

البكتيريا تبقى غير نشطة داخل الجسم ولا تسبب أي أعراض.

في حالة السل النشط:

إذا كان الجهاز المناعي غير قادر على السيطرة على البكتيريا، تبدأ بالانتشار في الرئتين أو في أعضاء أخرى، مما يؤدي إلى ظهور الأعراض تدريجيًا.

 


عوامل تؤثر على فترة الحضانة:

قوة الجهاز المناعي:
الأشخاص ذوو المناعة القوية (مثل الأفراد الأصحاء) قد يظلون في حالة السل الكامن لسنوات.

الأمراض المصاحبة:
الأمراض التي تضعف المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) تزيد من سرعة تطور السل النشط.

سن المريض:
الأطفال وكبار السن أكثر عرضة لتطور السل النشط سريعًا.

سوء التغذية:
نقص العناصر الغذائية قد يضعف المناعة ويؤدي إلى تفعيل المرض.

أهمية فترة الحضانة في الوقاية:

خلال فترة الحضانة، الشخص المصاب بالسل الكامن غير معدٍ للآخرين.

الكشف المبكر عن العدوى الكامنة من خلال الفحوصات (مثل اختبار الجلد أو اختبارات الدم) يمكن أن يساعد في منع تطور السل النشط.

طرق انتقال مرض السل:

الرذاذ المتطاير في الهواء:

عندما يقوم الشخص المصاب بالسل النشط في الرئتين بالسعال، العطس، التحدث، أو حتى الضحك، فإنه يطلق رذاذًا يحتوي على بكتيريا السل.

إذا استنشق شخص آخر هذا الرذاذ، فقد تنتقل البكتيريا إلى رئتيه.

التعرض المباشر والمتكرر للمريض:

الانتقال يحدث عادة مع التماس القريب والمستمر مع شخص مصاب بالسل النشط.

مثلًا: العيش في نفس المنزل مع المريض، أو العمل معه في مكان مغلق.

الأماكن المزدحمة وضعف التهوية:

يزيد خطر الإصابة في الأماكن ذات التهوية السيئة مثل السجون، الملاجئ، ومخيمات اللاجئين.

ضعف الجهاز المناعي:

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي (مثل مرضى الإيدز، مرضى السكري، أو من يتناولون أدوية مثبطة للمناعة) أكثر عرضة للإصابة إذا تعرضوا للبكتيريا.

طرق غير شائعة للانتقال:

السل لا ينتقل عن طريق:

المصافحة.

مشاركة الطعام أو الشراب.

استخدام أدوات المطبخ المشتركة.

ملامسة الملابس أو الأسطح.

أسباب السل المعوي:

انتقال العدوى عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي:

في كثير من الحالات، يكون السل المعوي نتيجة انتقال بكتيريا السل من رئتين مصابتين إلى الجهاز الهضمي عبر الدم أو الجهاز الليمفاوي.

ابتلاع البلغم الملوث:

الأشخاص المصابون بالسل الرئوي قد يبتلعون البلغم الملوث أثناء السعال، مما يؤدي إلى انتقال البكتيريا إلى الأمعاء.

تناول أطعمة أو مشروبات ملوثة:

استهلاك الحليب أو منتجات الألبان غير المبسترة الملوثة ببكتيريا السل البقري (Mycobacterium bovis) يمكن أن يسبب العدوى.

الإصابة الأولية عبر الجهاز الهضمي:

في بعض الحالات، قد يحدث السل مباشرة في الأمعاء نتيجة تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا.

ضعف الجهاز المناعي:

الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة (مثل مرضى الإيدز أو مرضى السكري) أكثر عرضة للإصابة بالسل المعوي.

الأماكن الأكثر إصابة في الجهاز الهضمي:

الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة (اللفائفي).

الأمعاء الغليظة (خاصة الأعور).

العقد الليمفاوية المحيطة بالأمعاء.

عوامل الخطر:

الإصابة المسبقة بالسل الرئوي.

سوء التغذية أو نقص العناصر الغذائية.

الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).

العيش في مناطق ينتشر فيها السل.

تناول منتجات حيوانية غير مبسترة أو مطهرة جيدًا.

الوقاية من السل المعوي:

التحصين بلقاح BCG:

يقلل من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السل.

التأكد من سلامة الغذاء:

تناول الأطعمة المطهية جيدًا وتجنب الحليب غير المبستر.

الكشف المبكر عن السل الرئوي:

لتجنب انتقال العدوى إلى الجهاز الهضمي.

تقوية المناعة:

من خلال التغذية الصحية وعلاج الأمراض المزمنة.

الأدوية المستخدمة في علاج السل:

أدوية الخط الأول (الأكثر استخدامًا):

إيزونيازيد (Isoniazid):
يقضي على البكتيريا النشطة.

ريفامبيسين (Rifampicin):
فعال في قتل البكتيريا في كل من المراحل النشطة والخاملة.

بيرازيناميد (Pyrazinamide):
يعمل بشكل جيد في بيئة حمضية داخل الجسم، مما يساعد على تقليل فترة العلاج.

إيثامبوتول (Ethambutol):
يمنع نمو البكتيريا.

أدوية الخط الثاني (تُستخدم في حالات مقاومة الأدوية):

أمينوغليكوزيدات مثل الستربتومايسين.

الفلوروكينولونات مثل الليفوفلوكساسين.

أدوية أخرى حسب توصيات الأطباء.

مدة العلاج:

يستمر العلاج عادةً لمدة 6 إلى 9 أشهر، وفي بعض الحالات قد يطول أكثر.

يتم تقسيم العلاج إلى مرحلتين:

المرحلة المكثفة (Initial Phase):

تستمر لمدة شهرين تقريبًا.

تشمل استخدام جميع الأدوية الأربعة.

مرحلة الاستمرارية (Continuation Phase):

تستمر لمدة 4-7 أشهر.

يتم تقليل عدد الأدوية المستخدمة

التزام العلاج:

عدم الالتزام بتناول الأدوية بانتظام قد يؤدي إلى:

فشل العلاج.

زيادة خطر مقاومة البكتيريا للأدوية.

انتشار العدوى للآخرين.

يُفضل تطبيق برامج علاجية تحت الإشراف المباشر من الممارسين الصحيين (DOT) لضمان الالتزام.

الوقاية أثناء العلاج:

عزل المريض في البداية:

خاصة في أول أسبوعين من العلاج عند تكون العدوى معدية.

ارتداء الكمامات:

للمرضى والأفراد المحيطين.

التهوية الجيدة:

تهوية الأماكن المغلقة لتقليل خطر انتقال العدوى

الخاتمة
السل الرئوي من الأمراض التي يمكن علاجها والوقاية منها إذا تم اكتشافها مبكرًا. الالتزام بالعلاج والإجراءات الوقائية يساهم في القضاء على المرض والحد من انتشاره عالميًا.

Share the post