التصلب اللويحي المتعدد : الاسباب ,الاعراض والعلاج
- July 22, 2023
- 1507
- #Neurosurgery
ما هو مرض التصلب اللويحي ؟
التصلب اللويحي (Multiple Sclerosis or MS) و ما يعرف ايضا بالتصلب المتعدد او تصلب الأعصاب و هو حالة مرضية مزمنة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، وتصيب الدماغ والحبل الشوكي. يتسبب في تلف التغليف العصبي (الميالين) المحيط بالألياف العصبية.
الميالين يلعب دورًا هامًا في تسهيل انتقال الإشارات العصبية وتحسين سرعتها، وعندما يتعرض للتلف، يؤدي ذلك إلى انقطاع أو تشوه في انتقال الإشارات العصبية بين الجهاز العصبي وباقي أجزاء الجسم.
حيث يسبب في حدوث خلل بالجهاز العصبي المركزي مثل الدماغ، والحبل الشوكي، والأعصاب البصرية؛ كذلك يؤدي إلى حدوث خلل في العديد من وظائف الجسم الأساسية مثل النظر، والتوازن، والتحكم بالعضلات، وغيرها.
أشار الدكتور نزيه الجلاد استشاري أمراض وتخطيط الدماغ والأعصاب والعضلات الى أن "مرض التصلب اللويحي هو مرض عصبي مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي و يؤثر على الدماغ والحبل الشوكي و يسبب تلف في الاغشية المحيطة بالخلايا العصبية مما يؤدي الى بطؤ او ايقاف سيل السيالات العصبيه من الدماغ الى سائر انحاء الجسم و له أكثر من عرض على حسب حالة كل مريض ولكنه غالباً يهاجم العصب البصري الجهاز الحركي جهاز الاتزان والنخاع الشوكي .
يتم التشخيص المرض أولا بأخذ السيرة المرضية من المريض بعد ذلك الفحص السريري الشامل للجهاز العصبي و بعد ذلك عمل صورة رنين مغناطيسي للدماغ و الحبل الشوكي ثم قد يحتاج لاخذ عينه من السائل الشوكي لدراستها.
كيف يعالج التصلب اللويحي يجب ان نقرر هنا شيء انه التصلب اللويحي لا يوجد له علاج شافي و انما العلاجات هي للتحكم في اعراض المرض أو ابطاء تطور المرض.
هناك علاجات تعطى في الانتكاسات الحادة و هي عبارة عن ابر كورتيزون بالوريد و هناك علاجات وقائية و هي للتحكم في الاعراض و هي اما ابر تحت الجلد او ابر في العضل و هاك ابر تعطى في الوريد شهريا او كل ستة اشهر و هناك علاجات تعطي عن طريق الفم طبيعة العلاج يقرره الطبيب المعالج حسب بناءا على المريض. "
متى تظهر اعراض التصلب اللويحي المتعدد ؟
عادة تبدأ أعراض هجمة التصلب المتعدد بالظهور في سن الشباب، بين سن 17- 42 عام، إلا انه من الممكن ان تظهر أيضاً في مراحل عمرية مختلفة مثل الطفولة، والشيخوخة، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد من الرجال.
أول أعراض التصلب اللويحي, يمكن أن تختلف من شخص لآخر وتعتمد على موقع وشدة التلف العصبي في الجهاز العصبي المركزي. عمومًا، يُعتبر التصلب مرضًا تدريجيًا وتكون الأعراض عادة غير واضحة في المراحل المبكرة. قد تتطور الأعراض بشكل تدريجي على مر الأشهر أو السنوات.
أعراض التصلب اللويحي المبكر : في المراحل المبكرة من التصلب اللويحي، قد تكون الأعراض غير واضحة أو طفيفة وغير محددة، مما يجعل التشخيص أكثر تحديًا. وفي بعض الحالات، قد يتم تجاهل هذه الأعراض أو يُعزى سببها إلى أمور أخرى.
ما هي انواع التصلب المتعدد:
يمكن أن يكون له عدة أنواع بناءً على نمط التطور والأعراض السريرية التي يظهرها المريض. الأنواع الرئيسية تشمل:
1. التصلب اللويحي الانتكاسي-السكوني (Relapsing-Remitting MS - RRMS):
هذا النوع الأكثر شيوعًا من التصلب المتعدد يتميز بظهور فترات من التدهور (الانتكاسات) يليها فترات من التحسن الجزئي أو الكامل (التناقص) خلال الفترات الانتكاسية تزداد الأعراض وتزداد حدتها بينما تخف الأعراض أو تختفي جزئيًا أو كليًا خلال فترات التناقص.
وقد تستمر الانتكاسات على فترات متفاوتة (من بضعة أيام إلى أشهر)، وبعد ذلك قد تكون الحالة غير نشطة لأشهر أو سنوات.
2. التصلب اللويحي المترقي الثانوي (Secondary Progressive MS - SPMS):
يتميز هذا النوع بتدهور الوضع الصحي للمريض بنمط ثابت ففي هذا النوع، يبدأ المرض عادة بنمط انتكاسي-تناقصي، ويمكن أن يواجه المريض انتكاسات للمرض حيث يتحول التدريجياً إلى نمط ثانوي تقدمي إذ يحدث تدهور مستمر وتزداد الأعراض دون فترات تحسن واضحة.
3. التصلب اللويحي المترقي الأولي (Primary Progressive MS - PPMS):
في هذا النوع يبدأ المرض بنمط تقدمي دون فترات انتكاسية وتناقصية. يتم تشخيص حوالي 10 إلى 15% من الأشخاص بالتصلب المتعدد المترقي الأولي،
حيث يتعرض هؤلاء لتفاقم الأعراض والعجز بشكل مستمر وثابت من البداية، بدلا من الهجمات المفاجئة أو الانتكاسات التي يتبعها التعافي.
4. المتلازمة المعزولة سريرياً (CIS):
هو نمط غير متكرر وقصير الأمد يُعتبر مرحلة مبكرة من التصلب المتعدد يكون فيه عند المريض نوبة واحدة على الأقل من أعراض التصلب اللويحي، مثل التنميل أو فقدان القوة العضلية. وتحدث هذه النوبة لمدة تزيد عن 24 ساعة.
قد يختلف نمط التطور والأعراض السريرية لكل مريض، والتصنيف يمكن أن يتغير على مر الزمن لدى بعض المرضى. تُشخص النوع الأكثر تطابقًا مع حالة المريض بناءً على المراجعة الطبية والاختبارات وتقييم الأعراض والتطور السريري. يعتمد العلاج والإدارة على النوع وشدة المرض وتأثيره على الحياة اليومية للمريض.
اسباب التصلب اللويحي :
يحدث هذا المرض عند مهاجمة جهاز المناعة لمادة الميالين المغلفة للأعصاب بالخطأ؛ ليتعامل معها كأنها جسم غريب في أماكن عديدة بالجسم؛ مما يسبب التهابها، وبعد الالتهاب تتكون الندوب، التي تعرف علمياً باسم التصلبات (Sclerosis).
حتى الآن، لم يتم تحديد الأسباب الدقيقة والنهائية للتصلب المتعدد. ومع ذلك، يُعتقد أن هناك تفاعلًا معقدًا بين عوامل بيئية وجينية ومناعية يمكن أن يسهم في تطور المرض.
هذه العوامل قد تؤدي إلى تلف التغليف العصبي (الميالين ) الذي يحيط بالألياف العصبية في الجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبل الشوكي) وتحفيز نظام المناعة لمهاجمة المادة المايلينية، مما يسبب التهابًا وتلفًا عصبيًا.
بعض العوامل التي تعتبر مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد تشمل:
1. العوامل الوراثية: يبدو أن للوراثة دور في احتمالية الإصابة بالمرض، حيث يزداد خطر التصلب المتعدد إذا كان لديك أحد أفراد العائلة مصابًا به.
2. عوامل المناعة: يعتبر نظام المناعة أحد العوامل المهمة، حيث يهاجم خلايا المناعة المادة المايلينية ويسبب الالتهاب والتلف العصبي.
3. البيئة: هناك بعض العوامل البيئية التي يُعتقد أنها قد تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بالمرض، مثل التعرض للعدوى الفيروسية، ونقص فيتامين د، والتدخين.
مع ذلك، يجب ملاحظة أن هذا المرض نادرًا ما يكون نتيجة لعامل واحد ويُعتبر التفاعل بين العوامل المختلفة أكثر تأثيرًا في تطور المرض. لا يزال هناك الكثير من البحث الجاري لفهم الأسباب المحتملة للمرض بشكل أفضل.
الأعراض :
أعراض هجمة التصلب اللويحي المتعد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على موقع وشدة التلف العصبي في الجهاز العصبي المركزي. يمكن أن تتراوح أعراض الهجمة من الأعراض البسيطة التي يمكن التغلب عليها بالعلاج إلى الأعراض الشديدة التي يمكن أن تتسبب في حدوث إعاقة كاملة للمريض وقد تتراوح بين حالة لأخرى.
وتسمى الفترات التي تشتد فيها أعراض المرض بالنكسة ( Relapse )، أما الفترات التي تهدأ، أو تختفي فيها الأعراض فتسمى بفترة هدوء المرض ( Remission )، ويمكن أن تصل الفترة التي تهدأ فيها أعراض المرض إلى عدة أشهر، أو سنة في بعض الأحيان.
إليك بعض الأعراض الشائعة التي قد تحدث خلال هجمة التصلب المتعدد:
-
ضعف العضلات والشلل الجزئي أو الكامل.
-
تنميل أو خدر في الأطراف أو أجزاء من الجسم.
-
آلام في العضلات والمفاصل.
-
تشنجات عضلية.
-
اضطرابات التوازن والتنسيق والدوار.
-
إعاقة في البصر، رؤية ضبابية، رؤية مزدوجة أو تشوه في الرؤية.
-
عسر التنفس وصعوبة في البلع.
-
تعب شديد وفقدان القدرة على التحمل.
-
اضطرابات النطق والتواصل.
-
مشاكل في التبول والتبرز.
تعتبر هجمة التصلب المتعدد وقتًا يحدث فيه تفاقم حاد للأعراض، ويمكن أن تستمر لفترة تتراوح من عدة أيام إلى عدة أسابيع. قد تكون الأعراض مؤلمة وتؤثر على جودة حياة المريض خلال هذه الفترة.
من المهم أن يتم التواصل مع الطبيب المختص في حالة حدوث هجمة التصلب المتعدد لتقييم الحالة وتحديد الخطوات العلاجية المناسبة، وقد يكون من الضروري تعديل العلاج الحالي أو وصف علاج إضافي للتعامل مع الهجمة وتخفيف الأعراض.
المضاعفات :
قد يُصاب مرضى التصلُّب المتعدد أيضًا بما يلي:
-
تيبُّس العضلات أو التشنجات
-
الضعف الشديد أو الشلل، وعادةً يكون في الساقين
-
المشكلات المعرفية، مثل النسيان أو صعوبات استرجاع الكلمات
-
المشكلات المزاجية، مثل الاكتئاب أو القلق أو التقلبات المزاجية
-
نوبات الصرع، رغم ندرة حدوثها.
نسبة الشفاء من التصلب اللويحي:
مرض التصلب المتعدد هو مرض مزمن وللأسف لا يوجد له علاج شافٍ حتى الآن. ومع ذلك، فإن نسبة الشفاء أو تحسن الحالة تختلف بين الأشخاص وتعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك نوع المرض وشدة الأعراض والتدخل العلاجي المبكر والالتزام بالعلاج والدعم الطبي والعلاج الطبيعي.
في الحقيقة، فإن معظم المرضى يعيشون مع هذا المرض طوال حياتهم. تهدف العلاجات المستخدمة في إدارة المرض إلى تخفيف الأعراض والتحكم في تفاقم المرض وتباطؤ وتيرة تلف التغليف العصبي.
هناك بعض الحالات النادرة للتصلب المتعدد التي تعتبر أقل تفاقمًا وتحسنًا ملحوظًا لدى المرضى دون حدوث تدهور كبير في الوظائف الحياتية. لكن هذه الحالات النادرة لا تمثل القاعدة العامة، ومعظم المرضى يعانون من تطور هذا المرض مع مرور الوقت.
بغض النظر عن ذلك، فإن التشخيص المبكر والعلاج الفعال والإدارة الجيدة يمكن أن تسهم في تحسين نوعية حياة المرضى وتقليل الأعراض وتأثير المرض على حياتهم اليومية. لذلك، يجب على المصابين بالتصلب المتعدد الاستمرار في متابعة الرعاية الطبية واتباع الإرشادات الطبية للحفاظ على صحتهم ورفاهيتهم.
علاج التصلب اللويحي :
يتم تنظيم اللعلاج بناءً على نوع المرض وشدة الأعراض التي يعاني منها المريض. وعلى الرغم من أنه لا يوجد علاج شافٍ له حتى الآن، إلا أن هناك عدة علاجات تستخدم للتحكم في الأعراض وتباطؤ تطور المرض وتحسين جودة حياة المريض.
أحد العلاجات الشائعة هو استخدام العلاج المعدل للمرض (Disease-Modifying Therapies - DMTs)، والذي يهدف إلى تعديل نشاط الجهاز المناعي وتقليل التهاجم على المادة المايلينية، وبالتالي يساهم في تباطؤ تطور المرض وتقليل احتمالية حدوث هجمات جديدة. توجد العديد من أنواع DMTs المختلفة، ويختار الطبيب العلاج الأنسب لحالة المريض بناءً على تقييمه الطبي وتاريخه المرضي.
بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم العلاج بالستيرويدات (مثل ميثيل بريدنيزولون) في هجمات التصلب المتعدد لتقليل الالتهاب في الجهاز العصبي وتخفيف أعراض الهجمة.
كما يمكن استخدام العلاجات المستهدفة التي تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي التي تسبب التلف العصبي، مما يساعد في الحد من تأثير المرض وتقليل الأعراض.
العلاج الفيزيائي والتأهيل يشكل أيضًا جزءًا مهمًا من إدارة المرض، حيث يهدف إلى تحسين القوة العضلية والتوازن والتنسيق وتقليل العجز والإعاقة.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي والفيزيائي، يُقدم الدعم النفسي للمريض وأفراد عائلته للتعامل مع الجوانب العاطفية والنفسية للمرض.
من المهم أن يتم تخصيص العلاج بناءً على احتياجات المريض وحالته الصحية، ويُشجع المرضى على الالتزام بالعلاجات الموصوفة واتباع نمط حياة صحي ومتابعة الرعاية الطبية المنتظمة لتحسين نوعية حياتهم وتقليل الأعراض.