التفكير الإيجابي للسيطرة على الألم

  • 30 ديسمبر، 2023
  • 480
  • #صحة_عامة

لكل إنسان شخصيته وطبيعته الخاصة. وقد تبين أن طبيعة الشخصية تؤثر تأثيراً مباشراً على تطور الألم أو السيطرة عليه، الناس الإيجابيون يتعاملون مع الأزمات بشكل أكثر كفاءة وواقعية.

على سبيل المثال، كثيراً ما يردد الإنسان الإيجابي بعض الكلمات التي تدل على أنه قوي وثابت في أوقات الأزمات، مثل: لست عاجزاً، أستطيع التعامل مع هذه المشكلة، لدي القدرة على تدبر أمري، أنا مصرّ على أن أبقى سعيداً وأستمتع بحياتي مهما صعبت الظروف، بل وأنْ أدخل السعادة في قلوب الآخرين، لا أنتظر الشفقة من أحد، كل ما أريده التفهم والتواصل، أفكر في طرق أفضل للتكيف مع المرض من أجل تحقيق حياة أفضل، ما زال لدي الكثير لأقوم به.

في المقابل تجد الإنسان السلبي محبطاً يائساً محطماً ضعيفاً إزاء الأزمات والأمراض، فكثيراً ما يردد عبارات مثل: أنا فاشل، لا يحبني أحد، لا فائدة من العلاج، حظي سيء وسأبقى تعيساً إلى الأبد، أحمل المسؤولية على فلان وفلان، من المستحيل أن أعيش حياة طبيعية وأشعر أنني عبء على الآخرين.
 

وإليك بعض أنواع التفكير الإيجابي:

 

تحدي التوقعات، يجب أن تدرك دائماً أنّ لديك مشكلة تحتاج منك حلاً؛ فلكل داء دواء، وهنا عليك أن توازن بين الحرص على التميز وبين المرونة والقدرة على التكيف.

التركيز على الممكن، ليس بوسعك صنع المعجزات ولن تستطيع تغيير العالم من حولك، ولن تغير مزاج رئيسك في العمل أو زوجتك أو أولادك، ولن تحل مشكلة الفقر أو البطالة، كل ما عليك أن تفعله هو أن تحرص على أن تكون إنساناً إيجابياً ومواطناً صالحاً وزوجاً طيباً وأباً رحيماً، لا تنتظر المحبة من أحد بلا عمل ما من شأنه أن يقربك من الله والعباد.


تحفيز اعتبار الذات، مارس كل الوسائل التي تزيد من ثقتك بنفسك، وتقديرك لمعنى الحياة. تكلّم إلى صديق تثق به للبوح بأسرارك ومشاعرك، تواصل مع أصدقائك ومع عائلتك، واهتم بأناقتك ومظهرك الخارجي. ضع لنفسك أهدافاً يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية واجعلها سهلة التحقيق، وكافئ نفسك لدى تحقيق ما تطمح إليه، حاول أن تمضي بعض الوقت بمساعدة الآخرين وتقديم العون لهم، حاول أن تخوض تجارب جديدة مهما كانت بسيطة مثل زيارة مكان لم تزره من قبل أو التعرف إلى شخص جديد، أو قراءة كتاب جديد، أو ممارسة هواية لم تمارسها من قبل.


تطوير نظام اجتماعي متميز. لا شكّ أنّ التعامل مع الآخرين يثري يومك وروحك بما هو مفيد. لا تتردد بقبول الدعوات إلى المناسبات المختلفة، والتعرف على الآخرين والتواصل معهم عبر الاتصالات الهاتفية والرسائل والبريد الإلكتروني.
 

رسخ ثقتك بنفسك. بادر أنت بالتواصل مع العائلة والأصدقاء بدل أن تلقي اللوم عليهم وتتهمهم بالتقصير والخذلان.


تحسين القدرة على التواصل. كثيراً ما تحتدم لدينا المشاعر والأفكار فنكبتها ونرفض البوح بها من باب الخجل والتكتم. الأصل أن تبوح بأفكارك ومشاعرك للناس الذين تحبهم، فهذا له دوراً أساسي في تفريج همك وتخفيف آلامك ومساعدة الآخرين على فهمك أكثر.


طلب المساعدة. كونك قوياً مستقلاً لا يعني أنك لست بحاجة إلى الآخرين. كل الناس يحتاج بعضهم بعضا. اطلب المساعدة من الآخرين حتى لو لم يبادروا هم إلى ذلك.


الشكر والمجاملة الصادقة. كثيراً ما نغفل إظهار حبنا للآخرين خصوصاً من يقفون معنا في الأوقات الصعبة. تذكّر دائماً أن تعبر عن امتنانك وشكرك لمنحولك، ردّد ميزاتهم، وأكّد لهم امتنانك لما قاموا به.


حاول أن تحافظ على روتين يومك الطبيعي ما أمكن، وذلك بممارسة نشاطاتك اليومية قدر الإمكان مثل قضاء وقت خارج المنزل لزيارة صديق أو التّسوق أوالتّنزه.


ممارسة الضحك والمرح، كأن تجلس ضمن جلسة ممتعة أو تشاهد فلماً كوميدياً، أو تمارس هوايات ممتعة.


الإسترخاء. حاول أن تمارس فن الاسترخاء مثل اللجوء إلى اليوغا أو الاستماعإلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة العبادة وقراءة القرآن والذّكر.


عند توجهك لتحقيق أهداف تتعلق بوضعك الصحي، حاول أنْ تحدد أهدافاً منطقيةً وسهلة التحقيق وذلك بأن تختار هدفاً محدداً واضحاً ضمن فترة زمنية محددة.

 

 

وإليك بعض أنواع التفكير السلبي:
 

التشخيص، تلوم نفسك أو تلوم الآخرين عند مواجهة أية أزمة تقع معك.


التعميم، تعتبر أية مشكلة صغيرة بداية إلى سلسلة من المشكلات التي لا يمكنك السيطرة عليها.


التهويل، توقع الأسوء دائماً مما يدفعك إلى الخوف من مواجهة الواقع.


التطرف، تنظر إلى الأشياء من حولك على أنها سوداء أو بيضاء وليس لديك حل وسط، إما أن تكون في المقدمة أو أنك فاشل.

 

الأصل أن تبوح بأفكارك ومشاعرك للناس الذين تحبهم، فهذا له دور أساسي في تفريج همك وتخفيف آلامك ومساعدة الآخرين على فهمك أكثر.

 


 المقالة بقلم :
الدكتور محمد بشناق 
أخصائي الأمراض الباطنية-إستشاري الرعاية التلطيفية وعلاج الألم

شارك المقال