مرض بهجت

  • 5 يوليو، 2023
  • 6796
  • #صحة_عامة

مرض بهجت و كل ما تريد معرفته عنه 


ما هو مرض بهجت (داء بهجت (Behçet's disease)  : هو اضطراب مناعي نادر يتسبب في التهابات متكررة في الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم في الجسم.تسمى هذه الحالة أحيانًا "التهاب الأوعية الدموية النخاعي"، وتعتبر أحد أمراض النسيج الضام والتهاب الأوعية الدموية. وعلى الرغم من أن داء بهجت قد يصيب أي شخص في أي فئة عمرية، إلا أنه يحدث بشكل أكثر شيوعًا في البلدان البحر الأبيض المتوسط وآسيا الوسطى.  

يعتبر داء بهجت (مرض بهجت) مرضًا مزمنًا يؤثر على  كامل الجسم، فيؤثر على الأعضاء الداخلية مثل: الجهاز الهضمي والتنفسي والعضلي الهيكلي والدوران والعصبي. وهذه المتلازمة يمكن أن تسبب الوفاة نتيجة لتمزق الأوعية الدموية المتمددة «انيورسم» أو مضاعفات عصبية حادة.

 سمي داء بهجت (مرض بهجت) بهذا الاسم نسبة الى مكتشفه الطبيب التركي خلوصي بهجت في جامعة اسطنبول بعد أن وصفه بثلاثة أعراض متلازمة وهي: التقرحات الفموية والتناسلية والتهاب القزحية.

سبب داء بهجت  ليس معروفًا بشكل دقيق. ومع ذلك، يُعتقد أن العوامل الوراثية والبيئية والمناعية تلعب دورًا في تطور المرض. يُعتقد أن وجود عوامل وراثية مؤثرة يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة بداء بهجت.

اعراض مرض بهجت

تشمل مجموعة واسعة من المشاكل الصحية التي تؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم. قد تظهر الأعراض بشكل متفاوت وتختلف في شدتها وتردد حدوثها. ومن بين الأعراض الشائعة لمرض بهجت (داء بهجت):

1. آفات في الفم: قروح وقرحة في الفم وعلى اللسان والشفتين. قد تكون هذه القروح مؤلمة وعميقة وتتكرر بانتظام.

2. التهاب العين: يمكن أن يصاحبه احمرار واحتقان العينين، وتورم الجفن والتحسس للضوء. قد يؤثر التهاب العين على الرؤية ويسبب ألماً واضطرابات العين.

3. آفات جلدية: قد تظهر بثور وتقرحات على الجلد تكون مؤلمة وتتكون عادة في المناطق التي تتعرض للضغط مثل الأرداف والساقين. قد تترافق هذه الآفات مع احمرار وتورم.

4. التهاب المفاصل: يصاحبه تورم وألم في المفاصل، وقد يؤثر على المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل والمفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين.

5. التهاب الأمعاء: يمكن أن يتسبب في آلام البطن والإسهال، وقد يشبه أعراض التهاب الأمعاء التقرحي والتهاب القولون التقرحي.

6. التهاب الأوعية الدموية: يمكن أن يؤثر على الأوعية الدموية في أجزاء مختلفة من الجسم، مما يسبب احمرار وتورم وألم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه المرضى الذين يعانون من داء بهجت أعراض أخرى مثل التعب الشديد، وفقدان الشهية، وفقدان الوزن، وارتفاع درجة الحرارة ( الحمى )، والتعرض لتجلط الدم في الأوعية الدموية الكبيرة.

تتفاوت شدة الأعراض من شخص لآخر وقد تتراوح بين خفيفة ومتوسطة وشديدة. ينبغي على المصابين بأي من هذه الأعراض زيارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وتقديم العلاج المناسب.

يجب أن يتم تشخيص داء بهجت (مرض بهجت) من قبل الطبيب المتخصص، وقد يتطلب ذلك تقييم الأعراض والتاريخ الطبي للمريض وإجراء فحوصات مختبرية وفحوصات إشعاعية إضافية.

 

هل مرض بهجت خطير

يُعتبر مرضًا خطيرًا نسبيًا. الخطورة تتفاوت من شخص لآخر وتعتمد على شدة الأعراض والتأثيرات المرتبطة بالمرض. هنا بعض النقاط التي توضح خطورة المرض:

1. التهاب الأوعية الدموية: داء بهجت يسبب التهابات في الأوعية الدموية، وقد يؤثر على الأوعية الصغيرة والكبيرة في جميع أنحاء الجسم. في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يحدث تلف للأوعية الدموية وتشكيل تجلطات الدم، وهو أمر خطير يمكن أن يؤثر على وظائف الأعضاء المهمة.

2. قرح الفم والتناسلية: قرح الفم هي أحد الأعراض الشائعة لمرض بهجت وتسبب آلامًا شديدة وصعوبة في البلع والتغذية. قد تصبح قرح الفم مزمنة وتتكرر بشكل مستمر. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر قرح التناسلية على جودة الحياة الجنسية وتسبب آلامًا وتشوهات.

3. مضاعفات العين: قد تؤثر التهابات العين في داء بهجت على البصر. التهاب العين قد يسبب التهاب الزجاجي والتهاب القزحية وتجلط الشبكية، مما يؤدي إلى تغيرات في الرؤية وفقدان البصر في حالات نادرة.

4. التأثير النفسي والاجتماعي: يمكن أن يؤثر داء بهجت على الجودة العامة للحياة والصحة النفسية. الأعراض المزمنة والمتكررة والألم الذي يصاحب المرض يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية والعلاقات الاجتماعية.

مع ذلك، يُشير إلى أن معظم الأشخاص المصابين بداء بهجت يعيشون حياة طبيعية وتتحسن أعراضهم مع العلاج الصحيح والإدارة الجيدة. يُنصح دائمًا بالتعاون مع فريق طبي متخصص والالتزام بالعلاج المناسب للحد من المضاعفات والحفاظ على الصحة العامة.

 

مرض بهجت والزواج
 

قد يثير الإصابة بداء بهجت بعض الاستفسارات والتحديات فيما يتعلق بالزواج. هنا بعض النقاط التي يجب أن يأخذها الأشخاص المصابون بداء بهجت في الاعتبار عند النظر في الزواج:

1. الصحة والعلاج:
يجب أن يكون الشخص المصاب قادرًا على إدارة المرض واتباع العلاج المناسب. قد يشمل ذلك تناول الأدوية المضادة للالتهابات ومثبطات المناعة والمراجعات الدورية للطبيب المعالج. من الضروري أن يكون الشخص قادرًا على التعامل مع أعراض المرض وتحدياته الصحية.

2. الدعم العاطفي:
يجب أن يتوفر الدعم العاطفي من الشريك للمريض. يمكن أن يكون الداء المزمن مجهدًا على الجسم والعقل، ومن المهم أن يكون هناك فهم وتعاطف ودعم متبادل بين الشريكين.

3. التخطيط للحمل:
إذا كان الزوجان يخططان للإنجاب، فيجب على المريض أن يستشير الطبيب المعالج قبل الحمل. قد يتطلب الأمر ضوابط خاصة ورعاية إضافية للتعامل مع المرض أثناء فترة الحمل.

4. الوعي والتثقيف:
ينبغي على الشريكين أن يكونا على دراية بطبيعة المرض وأعراضه وتأثيراته المحتملة. يمكن للتثقيف المستمر والبحث عن مصادر موثوقة أن يساعد في فهم المرض وكيفية التعامل معه.

5. الاتصال مع مجتمعات الدعم:
يمكن للانضمام إلى مجموعات دعم المرضى المصابين بداء بهجت أن يكون مفيدًا. يمكن لهذه المجتمعات أن تقدم دعمًا عاطفيًا ومعرفيًا وفرصًا للتواصل مع الآخرين الذين يعانون من نفس المرض.

يجب على الأفراد المصابين بداء بهجت أن يتذكروا أن الزواج يمكن أن يكون ناجحًا وسعيدًا رغم وجود المرض. تحديات الصحة يمكن تجاوزها من خلال الدعم المتبادل والاستعانة بالموارد الطبية المتاحة. يُنصح دائمًا بالتشاور مع الأطباء المختصين والباحثين الطبيين للحصول على المشورة اللازمة.

 

مرض بهجت عند الاطفال

هو حالة نادرة نسبيًا عند الأطفال، حيث يُشخص بشكل أكثر شيوعًا في سن البلوغ والعمر الشاب. ومع ذلك، فإنه يمكن أن يظهر في أي عمر، بما في ذلك سن الطفولة.

أعراض داء بهجت عند الأطفال قد تكون مشابهة لتلك عند البالغين وتشمل:

1. قرح الفم:
تكون قرح الفم مؤلمة وتظهر في اللسان والشفتين واللثة.

2. التهاب العين:
يمكن أن يحدث التهاب في العين يتسبب في احمرار العين وألم وحساسية للضوء.

3. طفح جلدي:
يمكن أن يظهر طفح جلدي في شكل بثور حمراء أو عقد صغيرة.

4. التهاب المفاصل:
قد يعاني الأطفال من التهابات في المفاصل وتورم وألم في الحركة.

و هناك أعراض أخرى قد تشمل الإسهال وآلام البطن والتعب والحمى. تشخيص داء بهجت (مرض بهجت) عند الأطفال يتطلب استبعاد الأسباب الأخرى المحتملة للأعراض وتقييم شامل للتاريخ الطبي والأعراض. يعتمد التشخيص على معايير محددة تشمل وجود تهابات متكررة في الفم مع وجود ثلاثة أعراض إضافية من بين أعراض المرض.

 

مرض بهجت هل هو معدي


لا, ليس مرضًا معديًا.
لا يمكن نقله من شخص إلى آخر عن طريق الاتصال المباشر أو الملامسة أو السعال أو العطس. إنه مرض مناعي ذاتي، مما يعني أنه ناتج عن استجابة خاطئة لجهاز المناعة لجسم الشخص المصاب. قد يكون هناك عوامل وراثية وبيئية تلعب دورًا في تطوير المرض، ولكنه لا ينتقل من شخص إلى آخر.

مع ذلك، قد يكون هناك تأثير عائلي للمرض، حيث يكون لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من مرض بهجت مخاطر أعلى للإصابة به. إلا أنه لا يزال هناك حاجة للأبحاث الإضافية لفهم العوامل المحددة للوراثة والبيئة التي قد تلعب دورًا في تطوير المرض.

إذا كان لديك أي قلق بشأن الانتقال المحتمل لداء بهجت، يُنصح بالتحدث مع الطبيب المختص للحصول على مزيد من المعلومات والتوجيه الطبي الدقيق.

 

اسباب مرض بهجت 

حتى الآن، لم تتم تحديد سبب مرض بهجت او الأسباب الدقيقة لمرض بهجت (Behçet's disease). ومع ذلك، يُعتقد أن المرض ينتج عن تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية واضطرابات المناعة.

البعض من العوامل التي يُعتقد أنها قد تلعب دورًا في تطوير داء بهجت تشمل:

1. العوامل الوراثية: هناك ارتباط مشتبه به وراثي لمرض بهجت، حيث يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من المرض عادةً تاريخ عائلي للمرض أو لأمراض أخرى ذات صلة بانتكاسات المناعة.

2. الاضطرابات المناعية: يُعتقد أن اضطرابات في جهاز المناعة تلعب دورًا في تطور مرض بهجت، حيث يحدث تفاعل مناعي غير طبيعي يسبب التهابًا وتلفًا في الأوعية الدموية وأنسجة الجسم.

3. العوامل البيئية: قد تلعب بعض العوامل البيئية دورًا في تفاعل الجهاز المناعي وتفاقم أعراض المرض، مثل العدوى البكتيرية أو الفيروسية.

4. العوامل الهرمونية: هناك تقارير عن تفاقم أعراض مرض بهجت خلال فترات تغيرات هرمونية مثل الحمل والدورة الشهرية.

مع ذلك، لا يزال البحث مستمرًا لتحديد الأسباب الدقيقة لهذا المرض وفهمه بشكل أفضل.

تشخيص مرض بهجت

يتطلب التقييم الطبي المتخصص من قبل طبيب متخصص في أمراض المناعة الروماتيزمية أو طبيب أمراض جلدية. لا يوجد اختبار واحد محدد يمكنه تشخيص مرض بهجت، بل يتم وضع التشخيص استنادًا إلى مجموعة من المعايير السريرية والتاريخ الطبي للمريض.

الخطوات التي يتبعها الأطباء لتشخيص مرض بهجت عادةً تشمل:

1. التاريخ الطبي:
يتم جمع معلومات مفصلة عن الأعراض والتاريخ الصحي للمريض، بما في ذلك الأعراض الحالية والسابقة والأمراض الأخرى التي قد تكون تواجهها.

2. الفحص السريري:
يقوم الطبيب بإجراء فحص دقيق للعلامات والأعراض المرتبطة بمرض بهجت، مثل قرح الفم والعين والجلد والمفاصل والأعضاء الأخرى.

3. اختبارات المختبر:
قد يطلب الطبيب بعض الاختبارات المختبرية لدعم التشخيص، مثل فحص الدم للكشف عن علامات التهام المناعة المرتبطة بالمرض.

4. استبعاد التشخيصات الأخرى:
يجب استبعاد الأمراض الأخرى التي تشترك في بعض الأعراض مع مرض بهجت، مثل الذئبة الحمامية والتهاب الأمعاء التقرحي والتهاب الأوعية الدموية الأخرى.

تشخيص مرض بهجت يتطلب وجود مجموعة محددة من الأعراض السريرية واستبعاد التشخيصات الأخرى المحتملة. ينصح بزيارة طبيب متخصص للحصول على تقييم دقيق والتأكد من التشخيص الصحيح.

 

العلاج :

يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض والسيطرة على التهاب المناعة الذاتي. يتم اختيار خطة العلاج بناءً على شدة الأعراض ونوع المؤثرات في الجسم. قد يتم استخدام مجموعة متنوعة من الأدوية والعلاجات لإدارة المرض. من بين العلاجات الشائعة:

1. الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية: تُستخدم لتخفيف الأعراض البسيطة والالتهابات الخفيفة. تساعد في تخفيف الألم والتورم.

2. الكورتيكوستيرويدات: تعمل على تقليل التهاب الجسم وتخفيف الأعراض الشديدة. يمكن استخدامها عن طريق الفم أو الحقن.

3. المثبطات المناعية: مثل الآزاثيوبرين والميثوتريكسيت، تستخدم لتثبيط جهاز المناعة ومنع تفاقم المرض.

4. العلاج البيولوجي: يشمل الأدوية المستهدفة لهدف محدد في جهاز المناعة. يمكن استخدامها في حالات مرض بهجت الشديدة.

5. العلاج الداعم: يستخدم لتخفيف أعراض مرض بهجت والتحكم في التهديدات الحيوية، مثل الألم والتعب والقرح.

تختلف استجابة المرضى للعلاج، وقد يتطلب ضبط الجرعات وتغيير العلاجات لتلبية احتياجات كل فرد. الاهتمام بالأسلوب الحياتي الصحي مثل تناول طعام متوازن وممارسة الرياضة وتجنب التوتر يمكن أن يساعد في تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين بهذا المرض.
يجب أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب مختص في
أمراض المناعة الروماتيزمية أو طبيب أمراض جلدية. يجب على المرضى الالتزام بالمتابعة الدورية مع الطبيب والتقارير عن أي تطور في الأعراض أو أية آثار جانبية من العلاج.

 

شارك المقال