عمى الألوان: الأعراض والأسباب وما علاقة الوراثة به؟
- 1 إبريل، 2024
- 1110
- #صحة_العيون
عمى الألوان (أو الضعف في الرؤية اللونية) هو حالة تتميز بعدم القدرة على التمييز بين بعض الألوان بشكل صحيح و يمكن أن يكون هذا الشرط متغيرًا بشكل كبير، حيث يمكن أن يكون الشخص قادرًا على رؤية بعض الألوان بشكل طبيعي بينما يجد صعوبة في تمييز ألوان أخرى.
و توجد أشكال مختلفة من عمى الألوان، بما في ذلك العمى الجزئي والعمى الكامل، والتي قد تتفاوت في الشدة وفي العادة يكون عمى الألوان ناتجًا عن اضطراب في العين أو القناة البصرية للدماغ و يمكن أن يكون لعمى الألوان تأثيرات متفاوتة على حياة الفرد، حيث يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في التفاعل مع بعض البيئات أو الأنشطة التي تعتمد بشكل كبير على تمييز الألوان، مثل القيادة ليلاً أو اختيار الملابس. ومع ذلك، يمكن للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان التكيف وتطبيق استراتيجيات مختلفة للتعامل مع هذه الصعوبات.
أعراض عمى الألوان
عمى الألوان قد لا يكون له أعراض واضحة في بعض الحالات، خاصة إذا كان الشخص يعاني من حالة خفيفة ومع ذلك، قد يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان بعض العلامات والأعراض التي تشير إلى وجود هذه الحالة، وتشمل:
-
صعوبة في تمييز الألوان : قد يجد الشخص صعوبة في تمييز بعض الألوان، وقد يختلف ذلك باختلاف شدة العمى اللوني.
-
الصعوبة في التمييز بين الألوان المشابهة : قد يكون من الصعب بالنسبة للشخص الذي يعاني من عمى الألوان تمييز بين الألوان التي تكون مشابهة لبعضها البعض، مثل الأحمر والأخضر.
-
الصعوبة في بعض الأنشطة اليومية : يمكن أن يؤثر عمى الألوان على القدرة على أداء بعض الأنشطة اليومية مثل قيادة السيارة (خاصةً في ظروف الإضاءة المنخفضة) أو تمييز الإشارات الضوئية، واختيار الملابس، وتمييز الألوان في الرسومات أو الخرائط.
-
الاكتشاف عن طريق الاختبارات : قد يكتشف الشخص عمى الألوان أثناء إجراء اختبارات الرؤية أو أثناء محاولة تمييز الألوان في مواقف محددة.
أسباب عمى الألوان
عمى الألوان يمكن أن يكون ناتجًا عن عدة عوامل، ومن بين الأسباب الشائعة لحدوثه :
-
الوراثة : يُعتبر الوراثة هي السبب الرئيسي لعمى الألوان، حيث يتم نقل الحالة من الأبوين إلى الأبناء عبر الجينات و يصاب الذكور بعمى الألوان أكثر من الإناث، حيث يحمل الرجال مجموعة واحدة من كروموسوم X واحدة من كروموسوم Y، بينما تحمل النساء مجموعتين من كروموسوم X.
-
اضطرابات في العين أو الشبكية : قد يكون عمى الألوان ناتجًا عن مشاكل في العين نفسها أو في الشبكية التي تغذي العين بالإشارات البصرية إلى الدماغ.
-
الأمراض والإصابات : قد يؤدي بعض الأمراض مثل الزرق والتهاب الشبكية والتشوهات العينية إلى تغيرات في الرؤية اللونية كما يمكن أن تسبب الإصابات الرأسية الجسيمة التي تؤثر على الدماغ أيضًا في عمى الألوان.
-
التعرض للمواد الكيميائية الضارة : بعض المواد الكيميائية الضارة قد تؤثر على العين وتؤدي إلى تغيرات في الرؤية اللونية على سبيل المثال، التعرض المطول لبعض المواد الكيميائية في العمل قد يؤثر على وظيفة العين.
-
الأدوية : بعض الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية تشمل تغيرات في الرؤية اللونية و على سبيل المثال، بعض الأدوية المستخدمة في علاج الضغط العالي والذهان قد تؤثر على الرؤية اللونية.
-
الشيخوخة : قد يحدث تدهور طبيعي في الرؤية اللونية مع التقدم في السن.
أنواع عمى الألوان
هناك عدة أنواع من عمى الألوان، تختلف في شدتها وطريقة تأثيرها على القدرة على تمييز الألوان. ومن بين الأنواع الشائعة :
-
عمى الألوان الجزئي : يعتبر عمى الألوان الجزئي هو أكثر شكل شيوعًا لعمى الألوان. في هذه الحالة، يكون هناك تشوه طفيف في القدرة على تمييز اللون الأخضر، وعادة ما يكون هذا النوع من العمى اللوني مرتبطًا بصعوبة في تمييز بين الأحمر والأخضر.
-
عمى الألوان الأحادي : في هذه الحالة، يفقد الشخص القدرة على رؤية لون معين تمامًا. على سبيل المثال، في عمى الألوان الأحادي الأحمر (Protanopia)، يكون الفرد غير قادر على رؤية اللون الأحمر ويرى العالم بألوان مختلفة عن الأشخاص الذين يرون هذا اللون.
-
عمى الألوان الكامل : يكون في هذا النوع من العمى اللوني الشخص غير قادر على رؤية أي لون على الإطلاق، حيث تكون الرؤية محدودة إلى الدرجات المختلفة من الرمادي.
-
عمى الألوان الجزئي الثنائي : هذا النوع يشمل مزيجًا من عمى الألوان الجزئي مع فقدان لوني آخر. مثلاً، يمكن أن يكون الشخص مصابًا بعمى الألوان الجزئي الأخضر وعمى الألوان الأحمر بنسب مختلفة.
درجات عمى الألوان
تعتمد درجات عمى الألوان على شدة الاضطراب في القدرة على تمييز الألوان. هناك عدة درجات مختلفة من العمى اللوني، ومن بينها:
-
عمى الألوان الخفيف : في هذه الحالة، يمكن للشخص رؤية الألوان بشكل طبيعي في الغالب، ولكن قد يواجه بعض الصعوبات في تمييز بعض الألوان المتشابهة.
-
عمى الألوان المتوسط : يشير إلى حالة أكثر شدة من العمى اللوني حيث يكون الشخص أقل قدرة على تمييز الألوان وقد يواجه صعوبة في الاستفادة من الألوان في الحياة اليومية.
-
عمى الألوان الشديد : يتميز بشدة عالية من عمى الألوان، حيث يكون الشخص غير قادر على تمييز الألوان بشكل كبير وقد يكون التأثير على الحياة اليومية أكثر بروزًا.
-
عمى الألوان الكامل : يعتبر هذا هو أقصى درجة من العمى اللوني، حيث لا يمكن للشخص رؤية أي لون على الإطلاق، ويمكن أن تكون الرؤية مقيدة إلى درجات مختلفة من الرمادي.
عمى الاوان عند الاطفال
عمى الألوان يمكن أن يظهر عند الأطفال بنفس الطرق التي يظهر بها عند البالغين، ويمكن أن يكون العمى اللوني موجودًا منذ الولادة أو يمكن أن يظهر في وقت لاحق في الحياة. من المهم مراقبة علامات عمى الألوان في الأطفال والتعامل معها بشكل مبكر إذا لزم الأمر.
العمى اللوني عند الأطفال قد يتميز ببعض العلامات والأعراض التي قد تشير إلى وجود المشكلة، ومنها:
-
الصعوبة في التمييز بين الألوان: قد يلاحظ الطفل صعوبة في تمييز بعض الألوان أو يبدي اهتمامًا أقل بالألوان بشكل عام.
-
المشاكل في المدرسة: قد يظهر العمى اللوني على شكل صعوبات في المدرسة، خاصة في المواد التي تعتمد بشكل كبير على تمييز الألوان مثل الرسم والأنشطة اليدوية.
-
التعبير عن الألوان بشكل غير صحيح: قد يستخدم الطفل أسماء الألوان بشكل غير صحيح أو يخلط بينها.
-
التوتر أو الإجهاد أثناء القراءة: قد يعاني الطفل المصاب بعمى الألوان من التوتر أو الإجهاد أثناء القراءة، خاصة إذا كانت النصوص تستخدم ألوانًا للتمييز بين الكلمات أو الجمل.
-
السلوك غير العادي في الأنشطة التي تتضمن الألوان: قد يظهر الطفل سلوكًا غير عاديًا في الأنشطة التي تتضمن الألوان، مثل تجنب الرسم بالألوان أو الاهتمام بأنشطة أخرى بدلاً منها.
اختبار عمى الألوان للاطفال
إليك نوعًا بسيطًا من الاختبارات التي يمكن استخدامها لفحص عمى الألوان لدى الأطفال. يتضمن هذا الاختبار صورة تحتوي على نمط معين من النقاط الملونة، حيث يتم طرح سؤال حول الرقم أو الشكل المخفي داخل الصورة. يتم الاعتماد على تمييز الألوان للإجابة على السؤال.
في هذه الصورة، يجب على الطفل إعلامك بالرقم المخفي داخل الدائرة. إذا كان الطفل يعاني من عمى الألوان، فقد لا يتمكن من رؤية الرقم بوضوح أو قد لا يراه على الإطلاق.
هذا الاختبار هو اختبار شهير يُعرف باسم اختبار Ishihara ويُستخدم على نطاق واسع لتشخيص عمى الألوان. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بالتحقق من التشخيص بواسطة طبيب العيون المختص في حالة الشك أو الاحتمال بوجود عمى الألوان لدى الطفل.
علاج عمى الألوان
يعتمد العلاج لعمى الألوان على سببه وشدته، ومن الأساسي أنه لا يوجد علاج مباشر لهذه الحالة. ومع ذلك، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات والاستراتيجيات للتعامل مع عمى الألوان وتخفيف التأثيرات السلبية التي قد يسببها. هنا بعض الطرق التي يمكن أن يُستخدمها الأشخاص للتعامل مع عمى الألوان:
-
التعليم والتوعية: يمكن للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان تعلم كيفية التعامل مع هذه الحالة وتطبيق استراتيجيات للتعويض عن فقدان القدرة على تمييز الألوان. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأشكال والنماذج الأخرى كمساعدة في التمييز بين الأشياء.
-
استخدام تقنيات المساعدة: تتوفر العديد من التقنيات المساعدة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان، مثل النظارات الخاصة أو التطبيقات التي تساعد في تعزيز التباين بين الألوان.
-
تعديل البيئة: يمكن تعديل البيئة المحيطة بالشخص لتسهيل التمييز بين الألوان، مثل استخدام تسميات الألوان أو الرموز اللونية في الأشياء المختلفة.
-
تجنب المواقف الحساسة للألوان: يمكن للأشخاص تجنب المواقف التي قد تتطلب تمييز الألوان بشكل كبير، مثل القيادة في الظلام أو اختيار الأشياء التي تتضمن تمييزًا دقيقًا للألوان.
-
التواصل مع الآخرين: من المفيد للأشخاص الذين يعانون من عمى الألوان توضيح حالتهم للأشخاص الآخرين الذين قد يحتاجون إلى التفهم والتعاون في البيئات التي تعتمد بشكل كبير على تمييز الألوان.