انفصام الشخصية : الأعراض وأهم الأسباب

  • 6 ديسمبر، 2023
  • 399

انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي يتميز بفقدان التماسك الواضح بين الهوية الشخصية والذات و  يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من فصل الجوانب المختلفة من شخصيتهم أو هويتهم الذاتية و  يمكن أن يتسبب انفصام الشخصية في فقدان الذاكرة لفترات طويلة أو قصيرة، وتغيير السلوك والمشاعر وفقدان الإحساس بالواقع  و يعتبر انفصام الشخصية إحدى الاضطرابات العقلية الشديدة، ويمكن أن يؤدي إلى تأثير كبير على حياة الفرد وعلى العلاقات الاجتماعية حيث يتطلب علاج انفصام الشخصية تقييمًا دقيقًا ورعاية نفسية مكثفة و غالبًا ما يتم استخدام العلاج النفسي والدوائي في إدارة هذا الاضطراب والهدف هو تحسين الوظائف اليومية للفرد وتحسين نوعية حياته.

ماهو الانفصام الشخصي ؟

انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي يتميز بفقدان التماسك والتكامل الواضح بين مختلف جوانب الشخصية أو الهوية الذاتية لفرد ما و يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من تجربة فصل أو انقسام بين جوانب مختلفة من  شخصيتهم و يمكن أن يكون هذا الانفصام واضحًا في الطريقة التي يعبر بها الفرد عن نفسه أو في سلوكه وتفاعلاته مع العالم الخارجي.

اعراض انفصام الشخصية

يجب أن يتم تقييم أي أعراض نفسية لدى المراهقين  و بواسطة محترف في مجال الصحة النفسية لتحديد التشخيص بشكل دقيق، ولكن يمكن أن تظهر بعض العلامات التي قد تشير إلى احتمال وجود اضطراب الهوية الانفصامية أو اضطرابات ذات صلة و قد تشمل بعض هذه العلامات :

 وقد يظهر الاضطراب بطرق مختلفة ومن بين الأعراض الشائعة يمكن ذكر :

  • فقدان الذاكرة : الشخص المصاب بانفصام الشخصية قد يعاني من فقدان للذاكرة، ويمكن أن ينسى تجارب أو حدثًا مهمًا في حياته.

  • تغييرات في الشخصية : يمكن أن يتغير سلوك وشخصية الفرد بشكل كبير عند انتقاله بين الشخصيات المختلفة.

  • تجارب هلوسية : يمكن أن يعيش الفرد تجارب هلوسية، مثل رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية.

  • تغييرات في المزاج والعواطف : يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة في المزاج والعواطف، وقد يظهر الفرد أحيانًا كمشاعر وجدانية متناقضة.

  • فقدان الوعي أو الاندماج : يمكن للفرد الاندماج في شخصية أخرى وفقدان الوعي بالشخصية الأصلية.

  • تجربة الوحدة أو العزلة الاجتماعية : قد يعيش الفرد المصاب بانفصام الشخصية شعورًا بالعزلة أو الوحدة بسبب تجاربه المختلفة وفصله بين الشخصيات.

  • تغييرات في الأداء الوظيفي : يمكن أن يؤثر انفصام الشخصية على قدرة الفرد على أداء الوظائف اليومية بشكل فعّال.

أسباب انفصام الشخصية

و تعتبر أسباب انفصام الشخصية معقدة ومتنوعة، وقد يكون لها أصول عديدة و تشمل العوامل التي يُعتقد أنها قد تسهم في ظهور انفصام الشخصية ما يلي :

  • العوامل الوراثية :  هناك بعض الدلائل التي تشير إلى وجود عناصر وراثية في انفصام الشخصية، حيث يكون هناك ارتباط في بعض الحالات بين الاضطراب ووجوده في العائلة.

  • التأثيرات البيئية : تعد البيئة السائدة أحد العوامل المؤثرة في ظهور انفصام الشخصية، بما في ذلك التجارب العاطفية الصعبة أو الصدمات النفسية في الطفولة أو في مراحل الحياة الأخرى.

  • التعرض للضغوط النفسية : قد تلعب التجارب الضاغطة مثل الضغوط العاطفية أو الاجتماعية دورًا في تطوير انفصام الشخصية، خاصة إذا لم يتم التعامل بشكل صحيح مع هذه التحديات.

  • اضطرابات كيميائية في الدماغ : يُعتقد أن توازن الكيمياء الدماغية قد يلعب دورًا في انفصام الشخصية، حيث تظهر تغيرات في مستويات المواد الكيميائية الدماغية مثل الدوبامين.

  • التفاعل بين العوامل : قد يكون لتفاعل بين عوامل متعددة دور في تطوير انفصام الشخصية، وقد يختلف التأثير من شخص لآخر.

أنواع انفصام الشخصية

انفصام الشخصية ليس اضطرابًا نفسيًا واحدًا، بل يشمل مجموعة من الاضطرابات النفسية التي يمكن تصنيفها تحت فئة اضطرابات الانفصام الشخصي و الفئات الرئيسية لهذه الاضطرابات تشمل :

  • اضطراب الهوية الانفصامية 

 ويُعرف أيضًا بـ"اضطراب الشخصية المتعددة". يتميز هذا النوع بوجود اثنين أو أكثر من الهويات الشخصية الفريدة والمتفاعلة داخل الشخص الواحد. يمكن لكل هوية أن تتحكم في السلوك والتفكير والتجارب بطريقة مستقلة.

من أبرز السمات والأعراض لاضطراب الهوية الانفصامية :

  • فقدان الذاكرة : الانفصام بين الهويات يمكن أن يتسبب في فقدان الذاكرة، حيث لا يعي الفرد الأحداث التي قامت بها الهوية الشخصية الأخرى.
  • تغيرات في الشخصية : كل هوية تمتلك ميزات وصفات فريدة، مثل الأسماء والسلوكيات واللغة والذوق والتفكير.
  • انقسام الهويات : يكون هناك انقسام واضح بين الهويات، والفرد لا يكون على دراية بأفعال الهويات الأخرى عندما لا تكون هي هي الهوية الحالية.
  • تغيرات في المزاج والعواطف : يمكن أن يتغير المزاج والعواطف بشكل كبير عند انتقال الشخص بين هوياته المختلفة.
  • اضطرابات في الحياة اليومية : يمكن أن يؤثر اضطراب الهوية الانفصامية على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية والعمل.

 

  • اضطراب انفصام الشخصية الاستقراري 

يُشير إلى فترات زمنية خلالها يفقد الفرد ذاكرته للماضي وهو في حالة هروب، وقد يتنقل لمسافات بعيدة عن مكان إقامته العادي بشكل غير متوقع.

  • اضطراب انفصام الشخصية الوضعي 

يتسم بفقدان جزئي أو كامل للذاكرة حول فترة زمنية معينة بشكل مؤقت، ويمكن أن يكون ذلك ناتجًا عن حدث مؤلم أو صادم.

 و من السمات الرئيسية لاضطراب انفصام الشخصية الوضعي :

  • فقدان الذاكرة : يمكن أن يشمل الفقدان تجربة أحداث معينة أو فترة زمنية، ويمكن أن يكون هذا الفقدان جزئيًا أو كليًا.
  • غالبًا ما يكون مؤقتًا : يكون الفقدان غالبًا مؤقتًا ويمكن أن يستمر لفترة قصيرة، وقد يتم تذكير الفرد بالأحداث المفقودة في وقت لاحق.
  • لا يمتد إلى الهويات المتعددة :  في حالة اضطراب انفصام الشخصية الوضعي، لا يتميز الفرد بوجود هويات متعددة كما في اضطراب الهوية الانفصامية.
  • يكون غالبًا مرتبطًا بحدث صادم : يكون الفقدان غالبًا مرتبطًا بحادث صادم أو تجربة مؤلمة، ويعتبر هذا الفقدان نوعًا من آليات الدفاع النفسي.

 

  • اضطراب انفصام الشخصية الهوياتي  

اضطراب الهوية الانفصامية هو اضطراب نفسي يتسم بوجود هويات شخصية متعددة داخل فرد واحد حيث يمتلك كل هوية سلوك وتفكير وذاكرة مستقلة و يكون التحول بين هذه الهويات غالبًا نتيجة لتجارب مؤلمة أو صادمة في الماضي  و الأعراض الرئيسية لاضطراب الهوية الانفصامية تتضمن الفقدان المتكرر للذاكرة لفترات زمنية محددة وتغيرات في الشخصية والسلوك، وفترات من الانخراط في سلوكيات لا تتذكرها الشخصية الأساسية.

أشد أنواع الانفصام

اضطراب الهوية الانفصامية يُعتبر واحدًا من أكثر الاضطرابات النفسية شدة و يُعتبر الانفصام أحد أشد الاضطرابات لأنه يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد ويتسبب في فقدان التماسك الشخصي.

بعض السمات التي تجعل اضطراب الهوية الانفصامية أحد الاضطرابات النفسية الشديدة تشمل:

  • التشوه الهوياتي :  وجود هويات شخصية متعددة داخل الفرد، وكل هوية تحمل ميزات وسلوكيات فريدة.

  • فقدان الذاكرة : الانفصام بين الهويات يمكن أن يؤدي إلى فقدان الذاكرة للأحداث والتجارب.

  • تحولات مفاجئة : تحولات مفاجئة بين الهويات يمكن أن تكون غير متوقعة وتؤثر على السلوك بشكل كبير.

  • التأثير الكبير على الحياة اليومية : يمكن أن يؤثر الاضطراب على القدرة على العمل والعلاقات الشخصية والحياة الاجتماعية بشكل عام.

  • التجارب النفسية الصعبة : عادةً ما يكون لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الانفصامية تاريخًا من التجارب النفسية الصعبة والتعرض للتأثيرات الضارة في مراحل حياتهم.

الفرق بين الفصام والانفصام 

الفصام والانفصام  هما اضطرابان نفسيان مختلفان ويتم التعامل معهما في سياقات مختلفة إليك شرح للفرق بينهما :

  • التعريف 

الفصام  :  يعتبر الفصام اضطرابًا نفسيًا شديدًا يؤثر على الطريقة التي يفكر ويشعر بها الفرد، ويمكن أن يؤدي إلى انخراطه في تجارب وتفكير غير واقعي.

الانفصام  : يشير إلى آلية دفاعية تؤدي إلى فصل جزء من الوعي عن الواقع، مما يؤدي إلى فقدان الاتصال بالذات أو بالبيئة المحيطة.

  • الأعراض والتأثيرات 

الفصام : يتميز بظهور أعراض مثل الهلوسات (رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية)، واضطرابات في التفكير والكلام، وانقطاع في القدرة على الوظيفة الاجتماعية.

الانفصام : يمكن أن يتسبب في فقدان الذاكرة، وتجارب هلوسية في بعض الحالات، وفصل الذات عن الواقع.

  • السبب والمسببات 

الفصام : يعتبر تواجد عوامل وراثية وبيئية واضطرابات كيميائية في الدماغ عوامل مساهمة في ظهور الفصام.

الانفصام : يمكن أن يكون ناتجًا عن تجارب مؤلمة أو صدمات نفسية، ويمكن أن يكون جزءًا من استجابة الجسم لحماية الفرد من الضغوط النفسية.

علاج انفصام الشخصية

علاج انفصام الشخصية يتضمن نهجًا متعدد الأوجه يشمل العلاج النفسي والدعم الدوائي في بعض الحالات. من المهم أن يكون العلاج مخصصًا لاحتياجات كل فرد، ويُشرف على تقديم الرعاية بواسطة محترفي الصحة النفسية. إليك بعض الجوانب الرئيسية لعلاج انفصام الشخصية : 

  • العلاج النفسي (العلاج السلوكي والعلاج النفسي) :

العلاج النفسي هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تهدف إلى تحسين الصحة النفسية والعافية العقلية للأفراد. هناك عدة أنواع من العلاج النفسي، ومن بينها العلاج السلوكي والعلاج النفسي. دعونا نلقي نظرة على كل منهما 

  • الدعم الدوائي : 

    الدعم الدوائي يعتبر جزءًا هامًا من العلاج في مجال الصحة النفسية، ويستخدم للتعامل مع أمراض نفسية مثل الاكتئاب، والقلق، واضطرابات الهلع، واضطرابات نوم، والاضطرابات النفسية الأخرى. هناك عدة أنواع من الأدوية التي يمكن أن تستخدم لدعم العلاج النفسي  :

  1. الأدوية الاستقرارية :  في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأدوية الاستقرارية، مثل الأدوية المضادة للاكتئاب أو المضادة للاضطرابات القلقية، ذات فائدة في إدارة بعض الأعراض.
  2. الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية : في بعض الحالات، يمكن أن يقترح الأطباء استخدام الأدوية المضادة للاضطرابات النفسية لمساعدة في التحكم في الأعراض.
  • الدعم الاجتماعي والأسري :    

    الدعم الاجتماعي والأسري يلعب دورًا هامًا في الصحة النفسية للأفراد  يشير هذا النوع من الدعم إلى الرعاية والدعم الذي يقدمه الأصدقاء والعائلة والمجتمع للأفراد في مختلف جوانب حياتهم. إليك بعض الجوانب الرئيسية للدعم الاجتماعي والأسري 

    1. الدعم الاجتماعي :  يمكن أن يلعب الدعم الاجتماعي دورًا هامًا في عملية الشفاء. يشمل ذلك الدعم من الأصدقاء والعائلة والمجتمع.
    2. التوجيه الأسري :  يُعتبر تقديم الدعم والتوجيه لأفراد العائلة أمرًا مهمًا لفهم الحالة ودعم الفرد المصاب.
  • التدريب الأمريكي الجنائي :

التدريب الأمريكي الجنائي : قد يستفيد البعض من فنون العلاج للتعبير عن المشاعر وتحفيز التحول الإيجابي.

شارك المقال