الطب النفسي اهميته و كل ما تريد معرفته عنه - Psychiatry
- 22 مايو، 2023
- 1647
- #الطب-النفسي
تخصص الطب النفسي "Psychiatry" يُعد هذا التخصص فرعًا مهمًا من الطب يركز على فهم وعلاج الاضطرابات النفسية والعقلية,و يهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد الذين يعانون من مشاكل صحية نفسية وتوفير الرعاية اللازمة لهم. في هذه المقالة، سنستكشف أهمية الطب النفسي ودوره في المجتمع، بالإضافة إلى الأساليب والتقنيات المستخدمة في تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية.
يتجه التخصص نحو التركيز بشكلٍ خاص على العقل، وهو مجال واسع جدًا يُقسم إلى فئات ثلاثة عامة تضم :
1. الأمراض العقلية
2. الاضطرابات العقلية
3. صعوبات التعلُّم الشديدة.
أهمية الطب النفسي:
الصحة النفسية لها تأثير كبير على الحياة اليومية للأفراد وعلى جودة علاقاتهم وأدائهم في العمل والمجتمع. يمكن أن تؤثر الاضطرابات النفسية بشكل سلبي على الصحة العامة والعافية النفسية والجسدية للأفراد. من خلال هذا التخصص، يتم توفير الرعاية والدعم اللازمين للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية، سواء كانت طارئة أو طويلة الأمد.
تشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية:
يتضمن التخصص عملية تشخيص دقيقة وعلاج شامل للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية. يتم تقييم المرضى من خلال مقابلات سريرية واستبيانات وتحليل تاريخهم الطبي. يهدف التشخيص إلى تحديد نوع الاضطراب النفسي وفهم أسبابه وعوامله المؤثرة. بعد التشخيص، يتم وضع خطة علاجية فردية تستند إلى الاحتياجات الفردية للمريض.
عادةً ما تبدأ عملية العلاج النفسي بتشخيص حالة المريض النفسية وتقييمها، ومن خلالها يجري تقييم حالته العقلية، ومن المُحتمل تأدية بعض الفحوصات الطبية مع استخدام التصوير العصبي أو تقنيات الفسيولوجيا العصبية في بعض الأحيان.
تتنوع الأساليب والتقنيات المستخدمة في العلاج النفسي. قد يشمل العلاج الدوائي، حيث يتم وصف الأدوية المناسبة للتخفيف من الأعراض النفسية. كما يشمل العلاج النفسي المختلف الذي يهدف إلى تعزيز التغير الإيجابي في السلوك والتفكير لدى المريض.
يشمل العلاج : النفسي السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy)، والعلاج الجماعي، والعلاج العائلي، والعلاج بالتحفيز المغناطيسي الحثي المكثف (rTMS)، والعلاج بالكهرباء الموضعية (ECT) وغيرها.
هناك العديد من العلاجات النفسية والاختصاصات كذلك نظرًا لوجود تخصصات كثيرة في المجال مثل علم النفس، والإرشاد والصحة النفسية. لكن بالنسبة للطب النفسي على وجه الخصوص، تُعتبَر الطريقة العلاجية الشهيرة فيه الدمج بين الدواء النفسي والعلاج النفسي، مع وجود المزيد من أنواع العلاج بالطبع!
لابد من التفريق بين الطب النفسي وعلم النفس. فإنَّ علم النفس هو عبارة عن نظريات تطبيقية تُركِّز على فهم السلوكيات النفسية للأفراد والجماعات اعتمادًا على مبادئ وُضِعت وفقًا لأسس ومبادئ علمية أساسية.
يشمل التخصص مجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك:
1. اضطرابات المزاج :
- الاكتئاب :
"الاكتئاب هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعورًا متواصلًا بالحزن، وفقدان المتعة، والاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز. وقد يكون مصحوبًا بالشعور بالذنب، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات. ويؤثر المرض في المشاعر، والتفكير، والتصرفات؛ مما يسبب كثيرًا من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية. وقد يسبب الشعور باليأس من الحياة، والتفكير في الانتحار، وربما الإقدام عليه في الحالات المتقدمة "
- الاضطراب الثنائي القطب:
"اضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder) اضطرابات الدماغ التي تسبب تغيرات في مزاج الشخص وطاقته وقدرته على العمل، وهو حالة من حالات الصحة العقلية التي تؤثر في الحالة المزاجية؛ حيث يتأرجح المزاج بين المرتفع جدًا (الهوس) والمنخفض جدًا (الاكتئاب). كما يمر المريض أيضًا ببعض الفترات من المزاج الطبيعي."
2. اضطرابات القلق :
-القلق العام :
" القلق العام (Generalized Anxiety Disorder) هو اضطراب نفسي يتسم بالقلق والتوتر الزائد والمستمر تجاه مختلف جوانب الحياة، بدون سبب محدد أو مبرر واضح. يعتبر القلق العام أحد الاضطرابات النفسية الشائعة ويؤثر على حوالي 3-6٪ من السكان.
الأشخاص المصابون بالقلق العام يعانون من قلق مستمر ومفرط يصعب السيطرة عليه ويستمر لفترة طويلة من الوقت، وعادةً ما يشعرون بالتوتر والقلق دون سبب واضح، وذلك فيما يتعلق بالعديد من المجالات مثل العمل، والعلاقات الاجتماعية، والصحة، والمال."
-اضطراب الهلع :
" اضطراب الهلع (Panic disorder) هو اضطراب نفسي يتميز بحدوث هجمات الهلع المتكررة والمفاجئة، والتي تصاحبها أعراض جسدية وعقلية مكثفة. تعتبر هذه الهجمات مفاجئة ومرعبة، وعادة ما تصل إلى ذروتها في غضون دقائق قليلة وتستمر لفترة قصيرة.
أعراض هجمات الهلع تشمل الشعور بالخوف الشديد أو الرعب، والتعرق الشديد، وزيادة ضربات القلب، والتنميل أو الخدر في الأطراف، والدوار أو الشعور بالإغماء، وصعوبة التنفس، والتشنجات العضلية، والشعور بالضيق في الصدر، والقلق من فقدان السيطرة أو الموت. قد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب من القلق المستمر والترقب من حدوث هجمات جديدة."
-الرهاب الاجتماعي :
" الرهاب الاجتماعي "Social Phobia" هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب بخوف شديد ورهبة في المواقف الاجتماعية نتيجة القلق من حكم الآخرين عليه أو خوفًا من تعرضه للإحراج والإهانة. يتجاوز هذا الخوف مراحل متقدمة يتداخل فيها مع القيام بالأعمال اليومية وربما يصل الأمر إلى امتناع الشخص عن الخروج من المنزل للعمل أو الدراسة."
3. اضطرابات الطعام :
مثل فرط الشهية والأنوركسيا العصبية والبلمرة العصبية.
4. اضطرابات النوم :
-الأرق.
-النوم العميق المفرط.
-الأكتئاب الشتوي.
5. الاضطرابات النفسية العضوية:
ناتجة عن أمراض جسدية أو حالات مرضية مثل
- الخرف :
" الخرف هو اضطراب نفسي يتسم بتدهور التفكير والذاكرة والسلوك، ويؤثر على القدرة اليومية للشخص على القيام بالأنشطة الروتينية. يعتبر الخرف نتيجة لتلف الخلايا العصبية في الدماغ، ويمكن أن يكون ناتجًا عن عدة أسباب مختلفة.
أعراض الخرف تشمل فقدان الذاكرة، وصعوبة التفكير والتركيز، والتشتت، والصعوبة في إجراء المهام اليومية، والتغيرات في الشخصية والسلوك، والاضطرابات في النوم، وصعوبة التعامل مع التغيرات اليومية والتكيف مع البيئة المحيطة.
هناك أنواع مختلفة من الخرف، بما في ذلك الخرف الناجم عن مرض الزهايمر والخرف الوعائي والخرف الجسيمي والخرف الجانبي من الأدوية وغيرها. قد يكون العمر والعوامل الوراثية والأمراض المصاحبة والعادات الصحية عوامل مساهمة في تطور الخرف."
-التصلب الجانبي الضموري:
" التصلب الجانبي الضموري (ALS) هو اضطراب عصبي تنتج عن تلف التواصل بين الأعصاب المسؤولة عن التحكم في العضلات الإرادية. يعرف أيضًا بمرض لو غيريغ (Lou Gehrig's disease) في الولايات المتحدة ومرض موت الخلايا العصبية الحركية (Motor Neuron Disease) في بعض البلدان الأخرى.
تتميز ALS بتدهور التحكم العضلي، حيث تؤثر على الخلايا العصبية المسؤولة عن تنقل الإشارات العصبية من الدماغ والحبل الشوكي إلى العضلات. يؤدي ضمور هذه الخلايا العصبية إلى تقلص العضلات وضعفها مع مرور الوقت، وقد يؤدي في النهاية إلى فقدان القدرة على الحركة والتنفس.
أعراض ALS تشمل ضعف العضلات وتنميلها، وتشنجات عضلية، وصعوبة في الكلام والبلع، وضعف التنفس، وفقدان الوزن غير المبرر. يمكن أن يؤثر ALS على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية والتفاعل الاجتماعي والعمل.
للأسف، لا يوجد علاج شاف لـ ALS حتى الآن. ومع ذلك، يتم توفير العلاج الداعم والرعاية لتحسين جودة الحياة للمرضى. قد يشمل العلاج توفير أجهزة المساعدة لتعويض الضعف العضلي، والعلاج الطبيعي والتنفسي للحفاظ على قوة العضلات المتبقية وتحسين التنفس، والعلاج النفسي والدعم العاطفي للتعامل مع التحديات النفسية والعاطفية التي قد تنشأ جراء المرض.
تتطلب ALS الرعاية الشاملة والدعم المستمر من قبل فريق طبي متخصص، بما في ذلك الأطباء والممرضين وأخصائيي العلاج التنفسي وأخصائيي التغذية وأخصائيي العلاج النفسي، بهدف تلبية الاحتياجات المتعددة للمريض وتحسين جودة الحياة بقدر الإمكان."
6. الإدمان:
مثل إدمان المخدرات والكحول والألعاب الإلكترونية.
" الإدمان هو حالة مرضية تتميز بالاعتماد النفسي والجسدي على مادة معينة أو سلوك محدد، وتصاحبه رغبة ملحة وشديدة في تناول المادة أو ممارسة السلوك رغم الآثار السلبية الناتجة عنها. يعتبر الإدمان اضطرابًا مزمنًا ومتكررًا يؤثر على الوظائف العقلية والجسدية والاجتماعية للفرد.
تتواجد العديد من المواد التي يمكن أن يدمن عليها الأشخاص، مثل المخدرات (مثل الكوكايين والهيروين والماريجوانا)، والكحول، والتبغ، والمواد الأفيونية (مثل الأفيونات والمورفين)، والأدوية المهدئة أو المنشطة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الادمان على سلوكيات معينة مثل القمار، ألعاب الفيديو، والإنترنت.
يتعدد العوامل التي تسهم في تطور الإدمان، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية والنفسية. قد يكون للإدمان آثار سلبية على صحة الفرد وحياته الشخصية والاجتماعية، بما في ذلك مشاكل العمل، والعلاقات المضطربة، والصحة الجسدية المتدهورة، والمشاكل المالية.
علاج الادمان يتضمن مجموعة من النهج التي تهدف إلى تحقيق الشفاء والتعافي الشامل. يمكن أن يشمل العلاج عناصر مثل العلاج النفسي والمشورة، والعلاج الدوائي (في بعض الحالات)، والدعم الاجتماعي والدعم من قبل مجموعات الدعم المركزة على الإدمان."
7. اضطرابات الشخصية:
- الاضطراب النرجسي
و يعرف ايضا باضطراب الشخصية النرجسي (Narcissistic Personality Disorder) هو اضطراب نفسي يتسم بنمط مستمر من الغرور المفرط والانشغال بالذات والتكبر والحاجة إلى التميز والإعجاب الشديد بالذات. يحدث هذا الاضطراب عندما يكون الشخص مهووسًا بالشهرة والنجاح والقوة ويعتبر نفسه فريدًا ومميزًا عن الآخرين، مع عدم الاكتراث بمشاعر واحتياجات الآخرين.
بعض السمات الشائعة للاضطراب النرجسي تشمل العنجهية المفرطة، والتصور المبالغ فيه للذات، والاحتياج المستمر للتأكيد والثناء، والاستغلال والاستفادة من الآخرين لصالح النفس، وعدم التفكير في مشاعر الآخرين، والعدمية في التعامل مع الانتقادات والرفض. يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى صعوبات في العلاقات الشخصية والاجتماعية، وتجارب فشل متكررة في الحفاظ على علاقات طويلة الأمد.
-اضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder) هو اضطراب نفسي يتسم بنمط غير ثابت ومتقلب للعواطف والانفعالات والسلوك. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في تنظيم مشاعرهم والتحكم في ردود أفعالهم، مما يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والاجتماعية والمهنية.
تتسم الأعراض الشائعة لاضطراب الشخصية الحدية بالانفعالية المفرطة والتباين الشديد في المزاج، حيث يمكن أن ينتقل الشخص بين حالات الغضب والحزن والقلق والملل بسرعة كبيرة. قد يواجه المصابون بالاضطراب الحدية صعوبة في تحديد الهوية الذاتية والشعور بالفراغ العاطفي. كما يمكن أن يظهر سلوك انتحاري أو ميولًا للتضرر الذاتي، وذلك نتيجة لعدم تحملهم للتوتر والضغوط العاطفية.
- انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) :
اضطراب الانفصام، المعروف أيضًا باسم اضطراب الفصام (Schizophrenia)، هو اضطراب عقلي مزمن يؤثر على الطريقة التي يفكر بها الشخص ويشعر ويتصرف. يعتبر الانفصام واحدًا من أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعًا وتأثيرًا.
تتميز أعراض الانفصام بتشوهات في التفكير والتصوّر الواقعي، مثل الهلوسات (تجارب غير حقيقية بالحواس، مثل سماع أصوات غير موجودة) والوهم (اعتقادات خاطئة أو غير حقيقية) والتفكير غير المنطقي. قد يشعر الأشخاص المصابون بالانفصام بالانعزال الاجتماعي وصعوبة في التعبير عن مشاعرهم والتفاعل الاجتماعي بشكل طبيعي.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني المرضى من اضطرابات في العاطفة والمزاج، مثل الاكتئاب والقلق. قد يؤثر الانفصام أيضًا على القدرة على التركيز والوظائف العقلية العليا، مثل التخطيط واتخاذ القرارات.
التطورات الحديثة في الطب النفسي:
شهد هذا التخصص تطورات حديثة تساهم في تحسين الرعاية الصحية النفسية. على سبيل المثال، استخدام تقنيات العصب الركيزي (Neuromodulation) مثل rTMS وECT يعتبر تقدمًا في علاج الاضطرابات النفسية المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد تركيز متزايد على العلاج النفسي المتكامل، الذي يجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي لتحقيق أفضل النتائج في العلاج.
توعية الجمهور وتقليل الوصمة: تلعب التوعية العامة بالصحة النفسية دورًا مهمًا في تغيير نظرة المجتمع للاضطرابات النفسية وتقليل الوصمة المرتبطة بها. يجب تعزيز الوعي بأن الاضطرابات النفسية هي حالات صحية قابلة للعلاج وتتطلب دعمًا وتفهمًا. علاوة على ذلك، يجب توفير الموارد والخدمات النفسية في المجتمع لتعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية النفسية.
إن الطب النفسي يلعب دورًا حاسمًا في تقديم الرعاية الصحية الشاملة للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية. حيث يوفر الدعم والعلاج اللازم لتحسين الصحة النفسية والعقلية للأفراد، وبالتالي يسهم في تعزيز جودة حياتهم. من المهم المضي قدمًا في توفير الوعي العام بأهمية الصحة النفسية وتوفير الدعم اللازم للأفراد الذين يعانون من الاضطرابات النفسية لضمان حياة صحية ومستقرة.