الرحم المقلوب وتأثيره على الحمل

  • 24 يوليو، 2023
  • 12454

الرحم المقلوب هو حالة طبية نادرة تؤثر على الجهاز التناسلي للإناث و  يعرف أيضاً باسم "الرحم العكسي" أو "رحم العقلة" ، وتحدث هذه الحالة عندما يكون الرحم معكوسًا باتجاه الخلف بدلًا من أن يكون مستقيمًا نحو الأمام كما هو شائع.

ويعتبر الرحم المقلوب حالة طبية نادرة جداً، وغالبًا ما يكتشف هذا الاختلال عند إجراء فحص للجهاز التناسلي أو أثناء الحمل، حيث يمكن أن يتسبب في مشاكل في الحمل أو الولادة و من المهم أن يتم تشخيص الرحم المقلوب ومتابعته بواسطة أطباء نسائية مختصين في حال تم تشخيص الحالة وأثبتت خطورتها على الصحة العامة أو القدرة على الإنجاب، فقد يكون العلاج الجراحي هو الخيار الأمثل لتصحيح الوضع إن كان ذلك ممكناً و يتطلب العلاج والتدخل الجراحي مهارة واحترافية عالية لتحقيق النتائج المرجوة وتجنب المضاعفات.

عرف الدكتور محمد حجاوي اختصاصي أمراض و جراحة النسائية والتوليد والعقم الرحم المقلوب ( Retroverted Uterus)  بأنه  حالة يكون فيها الرحم مائلاً للخلف تجاه المستقيم بدلاً من الأمام ويمكن أن تحدث هذه الحالة لسيّدة واحدة من كل خمس سيّدات وليس لها أي تأثير على الخصوبة أو على إمكانيّة حدوث الحمل  و قد يحدث الرحم المقلوب طبيعياً نتيجة لأسباب وراثية، أو قد يحدث نتيجة لحدوث التصاقات جراء الخضوع لعملية جراحية بمنطقة الحوض ، أو نتيجة الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة .

انواع الرحم المقلوب 

الرحم المقلوب هو نوع من اختلالات تشكل الرحم  ويعني أن الرحم معكوس باتجاه الخلف بدلاً من أن يكون مستقيماً نحو الأمام كما هو شائع  هناك عدة أنواع مختلفة للرحم المقلوب بناءً على تغيراته الشكلية والتشريحية، وتتضمن بعض هذه الأنواع : 

  1. الرحم المقلوب الكلي (Complete Uterus Inversus) :  يحدث في هذه الحالة انعكاس كل الجزء العلوي والجسمي للرحم باتجاه الخلف، وتكون الفرج ورقبة الرحم معكوستين أيضًا.

  2. الرحم المقلوب الجزئي (Partial Uterus Inversus) : في هذه الحالة، قد يكون الجزء العلوي أو الجسمي للرحم معكوسًا بينما يبقى الجزء الآخر في وضعه الطبيعي.

  3. الرحم المقلوب المكمل (Uterus Inversus Completus) : في هذا النوع، يكون الرحم معكوسًا بشكل كامل، ولكن الفرج ورقبة الرحم في وضعهما الطبيعي.

اعراض الرحم المقلوب :

الأعراض المرتبطة بالرحم المقلوب قد تكون مختلفة وتختلف من امرأة لأخرى، وقد لا تكون واضحة في بعض الحالات. إليك بعض الأعراض الشائعة التي يمكن أن ترتبط بالرحم المقلوب:

  • آلام البطن : قد تعاني بعض النساء من آلام في منطقة البطن، وقد تكون هذه الآلام مستمرة أو تظهر خلال فترة الحيض.

  • الدورات الشهرية الغزيرة : قد يصاحب الرحم المقلوب فقدان التوجه الطبيعي للرحم الذي يسهل خروج الدم خلال فترة الحيض، مما يمكن أن يؤدي إلى دورات شهرية غزيرة وطويلة.

  • ألم أثناء الجماع : بعض النساء قد يشعرون بألم أو عدم الارتياح أثناء ممارسة الجنس، وذلك بسبب وضعية الرحم المقلوب.

  • العقم أو صعوبة الحمل : قد يسبب الرحم المقلوب مشاكل في الإنجاب، حيث يمكن أن يؤثر على قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة أو يؤثر على عملية التشبث وتطور الجنين في الرحم.

  • مشاكل خلال الحمل : قد يزيد الرحم المقلوب من احتمالية حدوث مشاكل خلال الحمل، مثل زيادة احتمالية الإجهاض أو الولادة المبكرة.

كيفية معرفة الرحم المقلوب 

معرفة الرحم المقلوب يتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل طبيب نسائي مختص  حيث يُمكن أن تشمل عملية التشخيص الخطوات التالية :

  • التاريخ الطبي والأعراض : سيقوم الطبيب بسؤالك عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي ويستفسر عن الأعراض التي تشعرين بها، بما في ذلك طبيعة الدورة الشهرية والمشاكل الحالية.

  • الفحص البدني : سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني لمنطقة الحوض والأعضاء التناسلية لتقييم حالة الرحم والكشف عن أي تغيرات أو تشوهات.

  • التصوير الطبي : قد يتم إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) للرحم والأعضاء التناسلية للتحقق من شكل الرحم وتحديد أي تشوهات أو تغيرات في التشكيل.

  • المناظير والتصوير بالرنين المغناطيسي : في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب التشخيص المؤكد إجراء مناظير (Hysteroscopy) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للرحم والأعضاء التناسلية.

هل الرحم المقلوب يؤثر على الجنين ؟ 

نعم، يمكن أن يؤثر الرحم المقلوب على الجنين وعملية الحمل والولادة. إذا كان لديكِ رحم مقلوب، فقد يكون له تأثير على الجنين والحمل بالطرق التالية:

  • صعوبة الحمل: يمكن أن يؤثر شكل الرحم المعكوس على قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة، مما يزيد من صعوبة الحمل.

  • زيادة خطر الإجهاض : قد يكون للرحم المقلوب تأثير على تطور الجنين وتشبثه بجدار الرحم، و يُعتبر الرحم المقلوب من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث الإجهاض.

  • المضاعفات خلال الحمل: قد يزيد الرحم المقلوب من احتمالية حدوث بعض المضاعفات خلال الحمل مثل الحمل خارج الرحم (الحمل الزائف) أو التأخر في نمو الجنين.

  • المضاعفات خلال الولادة: قد يزيد الرحم المقلوب من خطر حدوث مشاكل خلال الولادة، مثل زيادة احتمالية الولادة المبكرة أو صعوبة تقدم الجنين في المهبل.

تاثير الرحم المقلوب على الولادة

الرحم المقلوب قد يؤثر على عملية الولادة، خاصة في بعض الحالات النادرة و يمكن أن يزيد الرحم المقلوب من خطر حدوث بعض المشاكل أثناء عملية التوليد و قد تشمل تأثيراته على الولادة ما يلي:

  1. صعوبة تقدم الجنين : قد يؤثر شكل الرحم المقلوب على قدرة الجنين على التقدم في المهبل بشكل طبيعي خلال عملية التوليد و يمكن أن يكون ذلك بسبب الضيق الناتج عن اتجاه الرحم المعكوس.

  2. الولادة المبكرة : قد يزيد الرحم المقلوب من احتمالية حدوث الولادة المبكرة. قد يكون هذا بسبب قوة الانقباضات المبكرة في الرحم المعكوس أو بسبب عدم قدرة الرحم المقلوب على تحمل الحمل لفترة طويلة.

  3. الحاجة إلى الولادة القيصرية : في بعض الحالات، قد يكون الولادة القيصرية هي الطريقة الأكثر أمانًا للولادة في حالة الرحم المقلوب. تعتمد الحاجة إلى الولادة القيصرية على حالة الرحم وموقع الجنين وتوصيات الطبيب.

اسباب انقلاب الرحم 

هناك عدة أسباب محتملة لانقلاب الرحم (الرحم المقلوب)، وتشمل بعضها الأسباب الوراثية والتطورية والعوامل البيئية. من بين الأسباب الشائعة لانقلاب الرحم:

  • التشوهات الخلقية : يمكن أن يكون الرحم المقلوب نتيجة تشوهات خلقية في تطور الجهاز التناسلي أثناء مراحل تكوين الجنين في الرحم.

  • التطور الوراثي : قد تكون بعض الأشكال من الرحم المقلوب مرتبطة بالعوامل الوراثية والجينية.

  • العمليات الجراحية السابقة : قد يكون انقلاب الرحم نتيجة للجراحة السابقة في منطقة الحوض، مثل الجراحة النسائية السابقة.

  • التأثيرات البيئية : قد تكون بعض الأسباب لانقلاب الرحم نتيجة لعوامل بيئية أو معينة التي تؤثر على تطور الجهاز التناسلي خلال الحمل.

  • الالتصاقات والالتهابات : يمكن أن تؤدي الالتصاقات والالتهابات في منطقة الحوض إلى تغير في شكل الرحم واحتمالية حدوث الانقلاب.

علاج الرحم المقلوب

علاج الرحم المقلوب يعتمد على درجة الاختلاف في شكل الرحم والأعراض المصاحبة ورغبة المرأة في الحمل والولادة  و قد يتضمن العلاج الخيارات التالية:

  1. المتابعة الطبية: إذا لم تكن هناك أعراض مشكلة خطيرة أو إذا كانت الحالة غير مؤثرة على الصحة العامة، فقد يقتصر العلاج على متابعة دورية من قبل طبيب نسائي مختص دون التدخل الجراحي.

  2. العلاج الدوائي : يمكن أن يتم وصف بعض الأدوية لعلاج الأعراض المرتبطة بالرحم المقلوب، مثل الألم الحاد أو الدورات الشهرية الغزيرة.

  3. الجراحة التصحيحية : في بعض الحالات التي يسبب فيها الرحم المقلوب مشاكل خطيرة أو يؤثر على القدرة على الحمل والولادة، قد يكون العلاج الجراحي هو الخيار المناسب يتم عادة تنفيذ جراحة لتصحيح شكل الرحم واستعادة الوضع الطبيعي له قد يتضمن ذلك تصحيح المركب الرحمي الذي قد يكون معكوسًا، أو إجراء إجراءات جراحية أخرى لتحسين الفرص للحمل والولادة.

ما هي مخاطر الرحم المقلوب؟

الرحم المقلوب قد يزيد من احتمالية حدوث بعض المخاطر والمشاكل الصحية و  تختلف درجة الخطورة وتأثير الرحم المقلوب من حالة لأخرى، وقد يكون له تأثير مختلف على كل امرأة  و من بين المخاطر والتحديات التي قد ترتبط بالرحم المقلوب :

  • صعوبة الحمل : قد يزيد الرحم المقلوب من صعوبة الحمل، حيث يمكن أن يؤثر على تطور البويضة وقدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.

  • الإجهاض المتكرر : يعد الرحم المقلوب عاملًا يمكن أن يزيد من خطر الإجهاض المتكرر، حيث قد يؤثر على قدرة الجنين على التشبث بجدار الرحم بشكل طبيعي.

  • الحمل خارج الرحم : يمكن أن يزيد الرحم المقلوب من خطر حدوث الحمل خارج الرحم (الحمل الزائف)، وهو حالة خطيرة تتطلب تدخل طبي عاجل.

  • المشاكل خلال الحمل والولادة : قد يؤدي الرحم المقلوب إلى زيادة خطر بعض المشاكل خلال فترة الحمل والولادة، مثل الولادة المبكرة أو الصعوبات في التقدم الطبيعي للجنين في المهبل.

  • الألم والأعراض المرتبطة : قد يعاني بعض النساء اللاتي يعانين من رحم مقلوب من أعراض مزعجة مثل الألم الحاد أثناء الدورة الشهرية أو أثناء الجماع.

شارك المقال