التكلس المشيمي ومضاعفاته المحتملة خلال فترة الحمل
- 26 يوليو، 2023
- 30966
- #الحمل_و_الولادة
تكلس المشيمة هو حالة نادرة وغير طبيعية تحدث عندما يتكون الترسب الكلسي في المشيمة خلال فترة الحمل, و المشيمة هي الجهاز الذي يربط الجنين بجدار الرحم، وهي المسؤولة عن توفير الغذاء والأكسجين للجنين وإزالة الفضلات و تكون المشيمة عادةً ناعمة ومرنة للسماح بتمدد الرحم وتحمل وزن الجنين بدون ضرر ومع ذلك، قد يحدث تكلس المشيمة في بعض الحالات، وعادة ما يرتبط ذلك بمشاكل صحية خاصة.
عرفت الدكتورة دينا يغمور أخصائية النسائية و التوليد التكلس في المشيمة: هي حالة تظهر فيها تجمعات صغيرة أشبه بالحلقات من مادة الكالسيوم في المشيمة، وغالبًا ما تتم ملاحظتها بعد الولادة وخروج المشيمة، وتعزى غالبًا لنضج المشيمة مع اقتراب موعد الولادة.
ولا تعد هذه الحالة خطيرة، إلا في حال نشأتها قبل بلوغ الحمل عمر 36 أسبوعًا، فظهورها في هذه الفترة المبكرة نسبيًا قد يدل على حدوث بعض المشاكل الصحية
لا يتسبب تكلس المشيمة عادة بظهور أية أعراض على الأم أثناء الحمل، لذا فإن التكلس في المشيمة المبكر قد يتم تشخيصه خلال خضوع المرأة لفحص روتيني لدى الطبيب. وفي حال تم تشخيص المرأة بتكلس في المشيمة المبكر، قد يحتاج الأمر للخضوع لعدة فحوصات لتقييم تأثير هذه المشكلة على صحة الجنين. وفي حال وجد أن لها بالفعل تأثير سلبي على الجنين، قد يتم اللجوء لتحفيز الولادة المبكرة، أو قد يتم إجراء عملية قيصرية مبكرة.
اسباب تكلس المشيمة
-
عوامل قلبية ودورانية : يعتبر الدوران الدموي السليم في المشيمة أمرًا حيويًا لصحة الجنين ونموه السليم إذا كان هناك اضطراب في تدفق الدم للمشيمة بسبب مشاكل في الأوعية الدموية أو اضطرابات في الدورة الدموية، فقد يتسبب ذلك في تكلس المشيمة.
-
اضطرابات هرمونية : بعض الاضطرابات الهرمونية يمكن أن ترتبط بتكلس المشيمة. مثلًا، ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين أو هرمون الغدة الدرقية قد يكون لها دور في حدوث هذه الحالة.
-
عوامل التلوث والتعرض للملوثات البيئية : قد تزيد التدخين أو التعرض للتلوث البيئي من خطر حدوث تكلس المشيمة.
-
العوامل الوراثية : قد تكون بعض الحالات المرتبطة بتكلس المشيمة نتيجة لعوامل وراثية أو جينية.
درجات تكلس المشيمة
تكلس المشيمة لا ينقسم عادة إلى درجات محددة، بل يعتمد تشخيصه على وجود الترسبات الكلسية في المشيمة ومدى تأثيرها على صحة الحمل والجنين إذا كان هناك تكلس في المشيمة، فإن طبيبك سيقوم بتقييم الحالة بناءً على عوامل عدة، منها:
-
موقع التكلس : قد يكون موقع التكلس داخل المشيمة مهمًا لتحديد تأثيره على وظيفة المشيمة وتدفق الدم للجنين.
-
حجم التكلس : قد يؤثر حجم التكلس على قدرة المشيمة على تلبية احتياجات الجنين من الغذاء والأكسجين.
-
تأثير التكلس على الحمل : يعتمد تشخيص تكلس المشيمة أيضًا على مدى تأثيرها على صحة الحمل والجنين. قد يكون التكلس طفيفًا ولا يسبب أي مشكلة خطيرة، أو قد يكون شديدًا ويشكل خطورة على الجنين وصحة الحمل.
بعض اعراض تكلس المشيمة عند الحامل
تكلس المشيمة قد لا تظهر عادة بأي أعراض واضحة عند الحامل و يعتمد تشخيصها بشكل أساسي على فحص الأشعة السونار والفحوص الطبية المناسبة أثناء فترة الحمل. ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، قد تظهر بعض العلامات والأعراض التي قد تشير إلى تكلس المشيمة، وتشمل:
-
نزيف مهبلي غير مبرر : قد يحدث نزيف مهبلي غير مبرر أثناء فترة الحمل، وهو يعد علامة غير عادية قد تشير إلى وجود مشكلة في المشيمة.
-
آلام أو ضغط في البطن : في بعض الحالات، قد يعاني بعض النساء من آلام أو ضغط في منطقة البطن، والتي قد تكون مرتبطة بتكلس المشيمة.
-
نمو غير طبيعي للجنين : في بعض الحالات، قد يؤدي تكلس المشيمة إلى نمو غير طبيعي للجنين أو قد يؤدي إلى قيود على تطوره.
هل تكلس المشيمة يمنع الولادة الطبيعية ؟
نعم، في بعض الحالات النادرة جدا ، قد يؤدي تكلس المشيمة إلى منع الولادة الطبيعية و تعتمد إمكانية إجراء الولادة الطبيعية على عدة عوامل، بما في ذلك موقع وحجم التكلس وتأثيره على وظيفة المشيمة وتدفق الدم للجنين.
إذا كانت الترسبات الكلسية طفيفة وتكون في موقع غير مؤثر على صحة الجنين وتدفق الدم للمشيمة، فمن الممكن أن يتم السماح بالولادة الطبيعية بإشراف طبيب مختص وتحت رعاية طبية جيدة.
ومع ذلك، إذا كان التكلس شديدًا ويؤثر على وظيفة المشيمة وتدفق الدم للجنين، فقد يكون من المستحسن تنفيذ الولادة عن طريق قيصرية لضمان سلامة الجنين والأم.
يجب على النساء اللاتي يعانين من تكلس المشيمة أو يشتبه في وجودها أن يتحدثن مع الطبيب المتخصص لتقييم الحالة واتخاذ القرار الأمثل بناءً على تقييم الحالة الطبية الفردية الهدف الرئيسي هو ضمان سلامة الجنين والأم خلال فترة الولادة.
متى يكون تكلس المشيمة خطر ؟
تكلس المشيمة يُعتبر حالة نادرة، وغالبًا ما لا يكون له تأثير خطير على صحة الحمل والجنين ومع ذلك، في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يكون تكلس المشيمة خطرًا على الحمل وصحة الجنين. من بين الحالات التي يمكن أن تكون فيها تكلس المشيمة خطيرًا:
-
انفصال المشيمة (ابتعاد المشيمة) : إنفصال المشيمة عن جدار الرحم هو حالة خطيرة تحدث عندما ينفصل جزء من المشيمة عن مكانها قبل وقت الولادة و قد يؤدي ذلك إلى نزيف شديد وخطر على الجنين والأم.
-
تقلصات رحمية مبكرة : في بعض الحالات، قد يسبب تكلس المشيمة تقلصات رحمية مبكرة، مما يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الحمل.
-
تأثير على تطور الجنين : في بعض الحالات، قد يؤدي تكلس المشيمة إلى تأثير على نمو وتطور الجنين.
-
مشاكل في وظيفة المشيمة : تكلس المشيمة قد يؤدي إلى ضعف وظيفة المشيمة، مما يعني أن الجنين قد لا يحصل على الغذاء والأكسجين بالكمية الكافية.
مضاعفات التكلس المشيمة
تكلس المشيمة قد يؤدي إلى مضاعفات نادرة وخطيرة عند الحوامل. من بين هذه المضاعفات:
-
انفصال المشيمة (ابتعاد المشيمة) : هو مضاعفة خطيرة تحدث عندما ينفصل جزء من المشيمة عن جدار الرحم قبل وقت الولادة. يمكن أن يؤدي انفصال المشيمة إلى نزيف حاد داخل الرحم وهو أمر خطير على حياة الجنين والأم.
-
تقلصات رحمية مبكرة : قد يؤدي تكلس المشيمة في بعض الأحيان إلى تحفيز تقلصات رحمية مبكرة قبل وقت الولادة، مما يمكن أن يسبب الولادة المبكرة وتعرض الجنين لمخاطر صحية.
-
قيود على نمو الجنين : تكلس المشيمة قد يؤدي إلى تقييد نمو الجنين بشكل صحيح ويمكن أن يؤثر على وظيفته الحيوية خلال فترة الحمل.
-
تأثير على وظيفة المشيمة : قد يؤدي تكلس المشيمة إلى ضعف وظيفة المشيمة وقدرتها على توفير الغذاء والأكسجين للجنين بالكمية الكافية.
-
تكون جليدي بالمشيمة : قد تحدث ترسبات الكالسيوم في المشيمة وتجعلها جليدية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تقليل قدرتها على التمدد والتمرير للجنين، وبالتالي يمكن أن يؤثر على العملية الطبيعية للولادة.
هل تناول الكالسيوم يسبب تكلس المشيمة
لا، تناول الكالسيوم ليس سببًا رئيسيًا في حدوث تكلس المشيمة. في الواقع، تناول الكالسيوم ضروري لصحة الحمل ونمو الجنين، ويُنصح بتناول كميات كافية من الكالسيوم خلال فترة الحمل.
الوقاية من التكلس المشيمة:
-
الحفاظ على نمط حياة صحي : يُنصح النساء الحوامل بتبني نمط حياة صحي يشمل تناول نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الأساسية، مثل الكالسيوم والفيتامينات والمعادن الأخرى. كما يجب ممارسة النشاط البدني بانتظام والابتعاد عن التدخين والمخاطر البيئية الضارة.
-
الحماية من الإصابة بالأمراض المزمنة : يمكن أن تؤثر بعض الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، على صحة الحمل وقد ترتبط بمشاكل مثل تكلس المشيمة. لذلك، من المهم مراقبة الصحة العامة والعمل على الوقاية من الأمراض المزمنة بالتشاور مع الطبيب المختص.
-
المتابعة الدورية مع الطبيب : من الضروري أن تجري النساء الحوامل فحوصات دورية ومتابعة حملهن مع الطبيب المتخصص. يمكن للطبيب أن يرصد أي مشاكل محتملة أو تطورات غير طبيعية ويتدخل في الوقت المناسب.