الباركنسون ( Parkinson disease ): نشأة و مراحل تطور مرض الباركنسون
- 20 نوفمبر، 2023
- 2027
- #الامراض_العصبية
الباركنسون (الشلل الرعاش ) هو مرض عصبي انحلالي يؤثر بشكل اساسي على القدرة الحركية للفرد ، حيث يسبب اضطرابات في الحركة، و في المقال الآتي نوضح مرض الباركنسون ومراحل تطوره
عادة ما يحدث مرض باركنسون عند كبار السن فوق 60 عامًا ونادرًا ما يصيب الشباب، ويعد الرجال أكثر عرضة للإصابة به.
و يعود تسمية مرض باركنسون بهذا الاسم نسبة إلى الطبيب جيمس باركنسون الذي يعد أول من وصف مرض الشلل الرعاش إكلينيكيًا.
يبدأ مرض باركنسون بشكل تدريجي، حيث تزداد الأعراض على مدار سنوات بعد تشخيص المرض وتشتد في حدتها مع الوقت.توجد بعض حالات مرض باركنسون الوراثية، ولكن معظم الحالات تحدث بشكل عشوائي ولا تتكرر عبر أفراد العائلة الواحدة.
يعتقد العلماء أن سبب حدوث مرض باركنسون ومراحل تطوره المختلفة هو عبارة عن مزيج بين عوامل ورثية وجينية وعوامل بيئية مكتسبة لدى الفرد.
كيف ينشأ مرض باركنسون؟
ينشأ مرض باركنسون نتيجة حدوث اعتلال في الخلايا الدماغية المسؤولة عن الحركة، تقع هذه الخلايا في منطقة من الدماغ تدعى العقد القاعدية (Basal Ganglia).حيث تقوم هذه الخلايا بإفراز مادة كيميائية هامة تدعى الدوبامين،
عندما تتحلل هذه الخلايا وتموت تقل كمية الدوبامين في الدماغ، وينتج عن ذلك اضطرابات مرض باركنسون الحركية، وما زال العلماء يجهلون على وجه التحديد السبب الذي يدعو هذه الخلايا إلى الموت والانحلال.تحتوي كذلك خلايا الدماغ لدى مرضى باركنسون على تجمعات سيتوبلازمية تدعى أجسام لوي (Lewy bodies)،
تسبب هذه الأجسام ما يدعى بخرف أجسام لوي، ويقترن هذا بمرض باركنسون، حيث يؤثر على الذاكرة والتفكير بالإضافة إلى الاضطرابات الحركية. على صعيد مماثل يخسر مرضى باركنسون النهايات العصبية التي تنتج مادة النورابيريفرين (Norepinephrine) المسؤولة عن تنظيم العديد من الوظائف اللاإرادية، مثل: ضغط الدم، ومعدل نبضات القلب.
مراحل مرض الباركنسون
شلل الرعاش ( الباركنسون ) هو اضطراب تدريجي يتقدم على مراحل مختلفة. الأطباء يقسمون تطور المرض إلى مراحل لتسهيل تقييم الأعراض وتوجيه العلاج بشكل فعال.
تبدأ اعراض الاضطرابات الحركية في مرض باركنسون في جانب واحد من الجسم , ثم تنتقل الى الجانب الاخر خلال عدة سنوات و مع ازدياد حدة الاعراض يجد المريض صعوبة في الحركةو المشي و الكلام و القيام بالانشطة اليومية المعتادة .
تتطور الاعراض ببطء و يختلف معدل التقدم من شخص الى اخر ولا يمكن التنبؤ بمعدل تقدم المرض حيث يعتمد على عوامل متعددة .
إليك نظرة عامة على المراحل الرئيسية لتطور مرض الباركنسون:
-
المرحلة الأولى: البداية
أعراض خفيفة: يظهر الرعاش عادة في يد واحدة , بطء الحركة والصلابة العضلية و تظهر في جانب واحدمن الجسم , يمكن أن تكون خفيفة وقد لا تكون واضحة للشخص الآخر.
تأثير محدود: الأعراض قد تكون مزعجة، ولكن لا تؤثر بشكل كبير على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
-
المرحلة الثانية: التطور المبكر
زيادة في الأعراض: يزداد الرعاش وتزداد صعوبة في الحركة، وتصبح الصلابة العضلية أكثر وضوحًا,
تظهر الاعراض على جانبي الجسم او بشكل محوري دون تاثير على توازن الجسم , تظهر هذة المرحلة عادة بعد اشهر او سنوات .
تأثير على الحياة اليومية: قد تظهر صعوبات أكبر في الأنشطة اليومية، مثل الكتابة أو الارتداد من الكرسي.
-
المرحلة الثالثة: التطور المتوسط
تصاعد الأعراض: يحدث فقدان في القدرة على التوازن ويزداد بطء الحركة والتصلب العضلي، مع تأثير كبير على الحياة اليومية.
التوازن والسقوط: تزداد فرص فقدان التوازن والسقوط، مما يزيد من خطر الإصابات.
-
المرحلة الرابعة: التطور المتقدم
ضعف كبير في الحركة: فقدان القدرة على القيام بالوظائف الحياة اليومية دون مساعدة ولكن يتمكن المرضى من المشي و الوقوف بأنفسهم ,يكون البطء في الحركة ملحوظاً جداً , وقد تظهر مشاكل في الكتابة و التحكم العضلي .
تأثير على الوظائف الحيوية: قد يؤثر المرض على القدرة على التنقل بشكل مستقل، وقد يحتاج الفرد إلى دعم في الحركة.
-
المرحلة الخامسة: المرحلة المتقدمة
الاعتماد على الرعاية: فقدان مريض الباركنسون في هذه المرحلة القدرة على المشي و تتقيد حركتهم اما بملازمة السرير او الكرسي المتحرك.حيث يحتاج المريض إلى دعم كامل في الحركة والأنشطة اليومية. قد تظهر مشاكل في التحكم في البول والبراز.
التأثير الشامل: يشمل تأثير المرض الآن كل جوانب الحياة اليومية، ويمكن أن يؤثر على الوظائف الحيوية مثل البلع والتحكم في درجة الحرارة.
مهما كانت المرحلة، يتطلب مرض الباركنسون إدارة شاملة ودعم طبي لتحسين جودة حياة المريض وتأثير المرض على حياتهم وحياة أسرهم.
المراحل الاخيرة لمرض الباركنسون
مرض باركنسون هو حالة متقدمة تتطور تدريجياً على مر الوقت، ويختلف تقدم المرض من شخص لآخر. في المراحل المتقدمة من مرض باركنسون، يزيد التأثير على الحركة وتزداد الصعوبات في القيام بالأنشطة اليومية.
يمكن تلخيص المراحل الأخيرة لمرض باركنسون بالنقاط التالية:
1. زيادة صعوبات الحركة:
مع تقدم المرض، يزيد التصلب العضلي وتصلب المفاصل، مما يجعل الحركة أكثر صعوبة. الشخص المصاب بمرض باركنسون قد يجد صعوبة في التحرك والمشي، وقد يحتاج إلى مساعدة لتنفيذ الأنشطة اليومية.
2. تفاقم الاهتزاز وفقدان السيطرة على الحركة:
الرعاش الذي يعد أحد الأعراض الرئيسية لمرض باركنسون قد يتفاقم في هذه المرحلة النهائية، وقد يصبح صعبًا السيطرة عليه. قد يؤدي ذلك إلى تعقيد أكبر في أداء الحركات البسيطة والحياة اليومية.
3. ضعف القدرة على التحكم في الجسم:
في المراحل المتقدمة، يمكن أن يؤدي فقدان السيطرة على الحركة إلى ضعف القدرة على التحكم في الجسم بشكل عام. قد يتطلب الشخص المصاب بمرض باركنسون مساعدة إضافية للقيام بالأنشطة اليومية، ويمكن أن يكون التنقل أمرًا صعبًا.
4. مشاكل التوازن والسقوط:
زيادة صعوبات الحركة وفقدان القدرة على التحكم في الجسم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التوازن. قد يواجه المريض صعوبات في الوقوف والسير، ويزيد خطر السقوط.
5. مشاكل في التحدث والبلع:
في المراحل المتقدمة، قد يتأثر النطق والقدرة على التحدث بوضوح. قد يواجه المريض صعوبات في البلع أيضًا، مما يؤدي إلى مشاكل تغذية إضافية.
6. تفاقم المشاكل العاطفية والعقلية:
قد يشهد المرض تفاقمًا في المشاكل العاطفية والعقلية، مثل الاكتئاب والقلق، مما يعزز التحديات التي يواجهها الشخص المصاب بمرض باركنسون.
في هذه المرحلة النهائية، يكون التأثير على الحياة اليومية كبيرًا، وغالبًا ما يتطلب الشخص الدعم الكامل والرعاية المستمرة. يتم تخفيف الأعراض عن طريق العلاجات الدوائية والعلاج الطبيعي، ولكن المرض بالفعل يظل تحديًا صعبًا.
تشخيص مرض باركنسون
لا يوجد فحص محدد لتشخيص الاصابة بمرض باركنسون , حيث يقوم طبيب الأعصاب المتخصص في علاج أمراض الجهاز العصبي بتشخيص المرض استنادًا إلى تاريخ الفرد الطبي، ومراجعة علامات المرض، وأعراضه، وفحص المريض العصبي والجسدي.
كما قد يقترح الطبيب إجراء فحوصات تصويرية كالتصوير المقطعي المحوسب بالفوتونات المفردةومع أن هذا الفحص قد يساعد على إثبات اشتباه إصابتك بمرض باركنسون، فإن الأعراض التي تظهر عليك ونتائج الفحص العصبي هما ما يحددان التشخيص السليم في النهاية. لا يحتاج معظم المرضى إلى إجراء فحص ناقلات الدوبامين.
وقد يطلب منك فريق الرعاية الصحية إجراء فحوصات مختبرية، مثل اختبارات الدم، لاستبعاد احتمال وجود حالات مَرَضية أخرى قد تكون سببًا في ظهور الأعراض. لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب الأعراض.
ويمكن أيضًا استخدام الفحوصات التصويرية، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي وتصوير الدماغ بالموجات فوق الصوتية والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، للمساعدة على استبعاد احتمال وجود اضطرابات أخرى. لكن الفحوص التصويرية هذه لا تساعد تحديدًا في تشخيص الإصابة بمرض باركنسون.
قد يستغرق تشخيص الإصابة بمرض باركنسون في بعض الأحيان وقتًا طويلاً. و يوصي الأطباء تحديد مواعيد طبية للمتابعة الدورية مع أطباء الأعصاب لتقييم حالتك والأعراض التي تنتابك بمرور الوقت وتشخيص إصابتك بمرض باركنسون.
هل مرض الباركنسون مميت ؟
مرض باركنسون في حد ذاته ليس مميتًا، لأن الحالة نفسها لا تسبب الوفاة، ومع ذلك، فإن بعض المضاعفات التي تنشأ عن مرض باركنسون، بما في ذلك التعرض للسقوط يمكن أن تكون قاتلة. قد يتسبب الاكتئاب المصاحب للشلل الرعاش وعدم قدرة المريض على ممارسة حياته بشكل طبيعي خاصةً في الحالات المتقدمة في أفكار انتحارية للمريض.