مرض الجدري :أعراضه وعلاجه
- 16 ديسمبر، 2024
- 58
- #العناية_بالبشرة
مرض الجدري: أسبابه، أعراضه، وعلاجه، وطرق الوقاية منه
الجدري هو مرض فيروسي شديد العدوى مرض يسببه فيروس "الفاريولا" (Variola virus) كان يُسبب تهديدًا كبيرًا لصحة الإنسان قبل أن يتم القضاء عليه بفضل برامج التطعيم العالمية. يصاحبه ظهور طفح جلدي مميز وتكوين بثور مليئة بالسوائل على سطح الجلد، ويؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات صحية خطيرة.
لا تزال أهمية هذا المرض قائمة للتوعية التاريخية والطبية. يظهر الجدري عادةً بطفح جلدي مميز، وله أنواع وأعراض تختلف باختلاف الفئة العمرية المصابة. في هذا المقال، سنستعرض كل ما يتعلق بالجدري، بما في ذلك شكل الجدري في بدايته، اعراض الجدري عند الأطفال والكبار، وطرق الوقاية والعلاج.
بداية ظهور الجدري:
يبدأ الجدري عادة بأعراض مشابهة لنزلات البرد أو الإنفلونزا، مثل الحمى العالية، آلام الجسم، والصداع. وبعد فترة قصيرة، يظهر الطفح الجلدي الذي يبدأ في الوجه واليدين ثم ينتشر لبقية الجسم، حيث تتطور البقع الحمراء إلى بثور مليئة بالسوائل.
تظهر أعراض مرض الجدري عادة بعد فترة تتراوح بين 12 و14 يومًا من التعرض للفيروس. ومع ذلك، يمكن أن يتأخر ظهور الأعراض، حيث قد يستغرق الجسم ما بين 7 إلى 19 يومًا قبل أن تبدأ العلامات في الظهور. هذه الفترة تعرف بفترة الحضانة للفيروس.
الأعراض الأولية للجدري
بعد انتهاء فترة الحضانة، تبدأ الأعراض عادة بشكل مفاجئ، وتكون مشابهة للأعراض الشائعة لنزلات البرد أو الإنفلونزا. من أبرز الأعراض التي تظهر في هذه المرحلة:
- الحمى المرتفعة
- آلام العضلات والآلام العامة في الجسم
- الصداع الشديد
- الإرهاق العام والشعور بالتعب الشديد
- ألم في الظهر قد يكون حادًا
- الغثيان والقيء في بعض الأحيان
ظهور الطفح الجلدي:
بعد مرور بضعة أيام من ظهور الأعراض الأولية، يبدأ الطفح الجلدي بالظهوركبقع حمراء، تبدأ البقع الحمراء المسطحة بالظهور أولاً في الفم وعلى اللسان، ثم تنتقل إلى الجلد. وعادة ما يبدأ ظهور البقع في الوجه، ثم يمتد إلى الذراعين والساقين، ليشمل الجذع، واليدين، والقدمين.
-تطور البثور
خلال يوم أو يومين من ظهور البقع الحمراء، تتحول إلى بثور صغيرة ممتلئة بسائل شفاف. ومع مرور الوقت، يتحول هذا السائل إلى صديد، مما يؤدي إلى تكون البثرات. بعد 8 إلى 9 أيام، تبدأ هذه البثرات في الجفاف وتكوّن القشور. في النهاية، تتساقط القشور تاركة وراءها ندوبًا عميقة ومحفورة على سطح الجلد خاصة إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
فترة انتقال العدوى
يعد الجدري معديًا للغاية، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر خلال فترة ظهور الطفح الجلدي وحتى تساقط القشور. ولذلك، يعتبر من الضروري اتخاذ الاحتياطات المناسبة لتجنب العدوى.
كيفية انتقال الجدري:
يحدث مرض الجدري نتيجة للتعرض لفيروس الجدري، الذي ينتقل بطرق متعددة. يمكن أن تنتقل العدوى من شخص إلى آخر بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي بعض الحالات النادرة قد ينتقل من خلال المتعلقات الملوثة أو حتى في حالات تستخدم الفيروس كسلاح بيولوجي. إليك أبرز طرق انتقال الفيروس:
-
الانتقال المباشر من شخص لآخر:
ينتقل فيروس الجدري بسهولة بين الأشخاص المصابين، خاصةً من خلال الرذاذ التنفسي عند السعال أو العطس أو التحدث. يمكن أن يحدث الانتقال أيضًا عند ملامسة القرح الجلدية التي تظهر على المصاب، حيث تحتوي هذه القرح على الفيروس. -
الانتقال غير المباشر:
في حالات نادرة، يمكن أن ينتشر الجدري عبر الهواء داخل المباني المغلقة، مما يؤدي إلى إصابة أشخاص في غرف أخرى أو حتى في طوابق مختلفة من نفس المبنى. ولكن هذه الطريقة ليست شائعة كما هو الحال مع الانتقال المباشر. -
الانتقال من خلال المتعلقات الملوثة:
من الممكن أن ينتقل الجدري من خلال ملامسة الأشياء الملوثة مثل الملابس أو أغطية الفراش التي كان قد استخدمها شخص مصاب. على الرغم من أن هذا يعد وسيلة أقل شيوعًا للإصابة، إلا أنه لا يزال يمثل أحد طرق العدوى المحتملة.
من المهم أن تكون هناك تدابير وقائية ووعي بكيفية انتقال المرض لتجنب العدوى، خاصةً في الأماكن التي قد يكون فيها تلامس وثيق بين الأفراد.
فترة حضانة الجدري:
-
تتراوح بين 7 و17 يومًا. خلال هذه الفترة لا تظهر أي أعراض، لكن الفيروس يكون في طور التكاثر داخل الجسم.
الوقاية من عدوى الجدري :
في حالة تفشي مرض الجدري، يتم عزل المصابين به لمنع انتشار الفيروس بين الأشخاص. كما يُنصح كل من تعرض للمصابين بالفيروس بتلقي اللقاح المضاد للجدري، حيث يمكن أن يمنح اللقاح حماية من الإصابة بالمرض أو يقلل من حدة الأعراض في حال الإصابة. يجب أن يتم تلقي اللقاح إما قبل التعرض للفيروس أو خلال أسبوع واحد من التعرض له.
طرق الوقاية:
-
التطعيم: كان اللقاح الوسيلة الرئيسية للقضاء على المرض.
يتوفر نوعان من اللقاحات المضادة للجدري:
- لقاح ACAM2000: يعتمد هذا اللقاح على فيروس حي يشبه فيروس الجدري، لكنه أقل شدة. ومع ذلك، قد يسبب بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل العدوى في القلب أو الدماغ. نظرًا لهذه المخاطر، لا يتم إعطاء هذا اللقاح للجميع، وعادة ما يُقتصر استخدامه على الحالات التي يكون فيها تفشي المرض حتميًا، حيث تتفوق مخاطر الإصابة على المخاطر الناتجة عن الآثار الجانبية للقاح.
- لقاح Jynneos: يعتبر هذا اللقاح أكثر أمانًا مقارنة بلقاح ACAM2000، حيث يعتمد على سلالة ضعيفة جدًا من الفيروس. يمكن استخدامه للأشخاص الذين لا يمكنهم تلقي لقاح ACAM2000 بسبب ضعف جهاز المناعة أو وجود مشاكل جلدية. بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا اللقاح حماية ضد أمراض مشابهة للجدري مثل جُدري القرود وجُدري البقر.
-
النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام.
-
تجنب ملامسة المصابين أو أدواتهم الشخصية.
-
تهوية الأماكن المزدحمة.
الأشخاص الذين تلقوا اللقاح في مرحلة الطفولة
إذا كنت قد تلقيت لقاح الجدري في طفولتك، فمن المرجح أن تكون لديك درجة من الحماية ضد فيروس الجدري. قد تستمر المناعة المكتسبة من اللقاح لفترة تصل إلى 10 سنوات، ويمكن أن تدوم لفترة أطول تصل إلى 20 عامًا إذا تم تلقي جرعات معززة. في حالة حدوث تفشي للمرض، من المحتمل أن يُعطى الأشخاص الذين تم تطعيمهم في طفولتهم لقاحًا جديدًا في حال تعرضهم للفيروس.
أنواع الجدري
-
الجدري الكبير (Variola major): أكثر خطورة، ومعدل الوفيات يصل إلى 30%.
-
الجدري الصغير (Variola minor): أقل خطورة مع معدل وفيات أقل من 1%.
-
الجدري المائي: يُعرف أيضًا باسم الحماق، ويختلف عن الجدري الكلاسيكي في السبب والأعراض.
الفرق بين الحصبة والجدري
-
الجدري:
-
الطفح يبدأ كبقع صغيرة ثم يتحول إلى بثور.
-
غالبًا ما يصاحبه ألم شديد وندبات دائمة.
-
-
الحصبة:
-
طفح جلدي يظهر كبقع حمراء متصلة.
-
أعراض تنفسية مثل السعال وسيلان الأنف شائعة.
-
علاج الجدري:
لا يوجد علاج محدد لمرض الجدري، ولكن يمكن التخفيف من الأعراض وتقليل مضاعفاته من خلال الرعاية الطبية الداعمة. تتضمن خيارات العلاج:
1. الرعاية الداعمة:
- الراحة التامة: تساعد على تعزيز الجهاز المناعي.
- السوائل: للحفاظ على الترطيب وتجنب الجفاف.
- مسكنات الألم: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى والآلام.
- مضادات الحكة: لتخفيف الحكة وتقليل احتمالية العدوى الثانوية بسبب خدش الجلد.
2. الأدوية المضادة للفيروسات:
في الحالات الشديدة، يمكن استخدام أدوية مضادة للفيروسات تحت إشراف طبي، مثل:
- تيكوفيريمات (Tecovirimat): يوصى به لعلاج الحالات الخطيرة.
- سيدوفوفير (Cidofovir): فعال في مواجهة الفيروسات الشبيهة بفيروس الجدري.
3. العزل ومنع انتشار العدوى:
- يجب عزل المصاب لتقليل خطر انتقال العدوى.
- تنظيف وتعقيم الملابس وأغطية السرير بانتظام.
- تطبيق الإجراءات الوقائية اللازمة مثل ارتداء الكمامات والقفازات عند التعامل مع المصاب.
4. اللقاحات:
- إذا تم التعرض للفيروس، يمكن تلقي اللقاح في غضون أربعة أيام لتقليل شدة المرض أو منعه تمامًا.
استشارة الطبيب:
يجب التوجه إلى الطبيب فورًا عند الاشتباه بالإصابة لتلقي التشخيص المناسب وتحديد خطة العلاج الأمثل.
رغم أن الجدري أصبح جزءًا من الماضي بفضل القضاء عليه عالميًا، فإن التوعية حوله لا تزال ضرورية لفهم الفيروسات المعدية وكيفية الوقاية منها. الفهم الدقيق لأعراض المرض وطرق انتقاله والفرق بينه وبين أمراض مشابهة مثل جدري المائي أو الحصبة يساعد على تعزيز الصحة العامة وتقليل خطر العدوى في المستقبل.