قصر النظر وكل ما تريد أن تعرفه عنه
- 8 يونيو، 2024
- 512
- #صحة_العيون
ماهو قصر النظر:
قص النظر هو مصطلح يشير إلى حالة طبية تُعرف أيضًا بقصر النظر أو الميوبيَّة. وهي حالة تكون فيها الرؤية القريبة واضحة بينما تكون الرؤية البعيدة ضبابية. هذا يحدث عندما يكون شكل العين بحيث يتركز الضوء بشكل غير صحيح على شبكية العين، مما يجعل الأشياء البعيدة تظهر غير واضحة.
اسباب قصر النظر:
قصر النظر، أو الميوبيَّة، يمكن أن ينشأ نتيجة لعوامل متعددة. فيما يلي بعض الأسباب الرئيسية لهذه الحالة:
1. العوامل الوراثية
- الجينات: يلعب العامل الوراثي دورًا كبيرًا في الإصابة بقصر النظر. إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من قصر النظر، فإن احتمالية إصابة الأطفال بهذه الحالة تزداد بشكل كبير.
2. العوامل البيئية والسلوكية
- الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية: القراءة أو استخدام الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لفترات طويلة يمكن أن يزيد من إجهاد العين، مما قد يؤدي إلى تطور قصر النظر.
- الأنشطة القريبة المكثفة: الأنشطة التي تتطلب تركيزًا بصريًا على مسافات قريبة، مثل القراءة أو الكتابة لفترات طويلة، قد تسهم في تطور قصر النظر.
- قلة التعرض للضوء الطبيعي: قضاء وقت قليل في الخارج والتعرض لضوء الشمس يمكن أن يكون مرتبطًا بزيادة مخاطر الإصابة بقصر النظر. الضوء الطبيعي يلعب دورًا في تطور العين الصحي.
3. التغيرات التشريحية في العين
- طول مقلة العين: قصر النظر يحدث غالبًا عندما تكون مقلة العين أطول من الطبيعي. هذا يؤدي إلى تركيز الضوء أمام الشبكية بدلاً من التركيز عليها مباشرة، مما يجعل الصور البعيدة تبدو غير واضحة.
- شكل القرنية أو العدسة: في بعض الحالات، قد يكون شكل القرنية أو العدسة غير طبيعي، مما يسبب انكسار الضوء بطريقة تؤدي إلى عدم وضوح الرؤية البعيدة.
4. عوامل أخرى
- القراءة في ظروف إضاءة سيئة: القيام بأنشطة بصرية في إضاءة ضعيفة يمكن أن يزيد من إجهاد العين ويساهم في تطور قصر النظر.
- التعليم والتحصيل الدراسي: تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين مستويات التعليم والتحصيل الدراسي العالي وزيادة نسبة قصر النظر، ربما بسبب الأنشطة البصرية المكثفة المرتبطة بالدراسة.
يمكن أن يكون قصر النظر نتيجة لمجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والسلوكية. فهم هذه العوامل يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات للوقاية من هذه الحالة أو التخفيف من آثارها، مثل الحد من الوقت الذي يتم قضاؤه أمام الشاشات، وتشجيع الأنشطة الخارجية في ضوء النهار، والفحص الدوري للعين خاصة عند الأطفال.
أعراض قصر النظر:
أعراض قصر النظر تتضمن مجموعة من العلامات التي يمكن أن تشير إلى وجود هذه الحالة البصرية. فيما يلي أبرز الأعراض التي قد يعاني منها الشخص المصاب بقصر النظر:
-
ضبابية الرؤية عند النظر إلى الأشياء البعيدة: هذه هي العلامة الأكثر شيوعًا، حيث يجد الشخص صعوبة في رؤية الأشياء بوضوح على مسافات بعيدة، مثل لافتات الطرق أو اللوحات في الفصل الدراسي.
-
الحاجة إلى الاقتراب من الأشياء لرؤيتها بوضوح: مثل الاقتراب من التلفاز، أو الجلوس في المقاعد الأمامية في الفصول الدراسية أو دور السينما.
-
إجهاد العين: الشعور بالتعب أو الضغط في العينين بعد محاولة التركيز على الأشياء البعيدة لفترة من الزمن. هذا الإجهاد قد يكون نتيجة للتحديق المستمر أو محاولة تحسين الوضوح البصري.
-
الصداع: خاصة بعد فترات طويلة من محاولة الرؤية بوضوح أو التركيز المكثف على الأشياء البعيدة. هذا الصداع يكون عادة في منطقة الجبهة أو حول العينين.
-
الحاجة إلى تغميض العينين أو جزها: محاولة تحسين الوضوح البصري والتركيز على الأشياء البعيدة يمكن أن تؤدي إلى هذه التصرفات.
-
صعوبة في القيادة، خاصة في الليل: تكون الرؤية غير واضحة عند المسافات البعيدة وتحت الإضاءة المنخفضة، مما يجعل القيادة ليلًا تحديًا أكبر.
-
تحويل الكتابات أو القراءة إلى وضع أقرب: سواء عند القراءة من الكتاب أو من الشاشة، حيث يشعر الشخص براحة أكبر عند تقريب المواد المقروءة.
-
العزوف عن الأنشطة التي تتطلب رؤية بعيدة: مثل الرياضات التي تتطلب رؤية جيدة للمسافات الطويلة، أو مشاهدة الأفلام في السينما، أو حتى التفاعل في الاجتماعات الكبيرة حيث تكون الأهداف بعيدة عن متناول النظر.
درجات قصر النظر:
درجات قصر النظر تُصنف بناءً على مدى انحراف الرؤية عن الطبيعي، وتقاس بوحدات تُسمى "الديوبتر" (D). هذا التصنيف يساعد في تحديد شدة الحالة والعلاج المناسب لها. يمكن تصنيف قصر النظر إلى ثلاث درجات رئيسية:
1. قصر النظر البسيط (Mild Myopia)
- النطاق: من -0.25 إلى -3.00 ديوبتر.
- الخصائص: الأشخاص الذين يعانون من قصر النظر البسيط يمكنهم رؤية الأشياء القريبة بوضوح، ولكن الأشياء البعيدة تظهر ضبابية بعض الشيء. في هذه الدرجة، قد تكون النظارات أو العدسات اللاصقة ضرورية فقط لبعض الأنشطة مثل القيادة أو مشاهدة التلفاز.
2. قصر النظر المتوسط (Moderate Myopia)
- النطاق: من -3.00 إلى -6.00 ديوبتر.
- الخصائص: يكون الشخص بحاجة إلى نظارات أو عدسات لاصقة بصفة مستمرة، حيث أن الرؤية البعيدة تكون ضبابية بشكل ملحوظ. الأنشطة اليومية مثل القراءة واستخدام الأجهزة الإلكترونية يمكن أن تكون غير مريحة دون تصحيح بصري مناسب.
3. قصر النظر الشديد (High Myopia)
- النطاق: أكثر من -6.00 ديوبتر.
- الخصائص: الرؤية تكون غير واضحة جدًا بدون تصحيح بصري، مما يجعل الاعتماد على النظارات أو العدسات اللاصقة أمرًا ضروريًا للقيام بالأنشطة اليومية. في هذه الدرجة، يزيد أيضًا خطر الإصابة بمشاكل أخرى في العين، مثل انفصال الشبكية أو الجلوكوما.
طرق تشخيص قصر النظر:
تشخيص قصر النظر يتم عادةً من خلال فحص شامل للعين يقوم به طبيب العيون. هناك عدة اختبارات وإجراءات يمكن استخدامها لتشخيص قصر النظر بدقة:
1. اختبار حدة البصر (Visual Acuity Test)
- الخصائص: يُطلب من الشخص قراءة حروف أو أرقام على مخطط العين (عادة مخطط سنيلين) من مسافة محددة. هذا الاختبار يساعد في تحديد مدى وضوح الرؤية على مسافات مختلفة.
2. تقييم الانكسار (Refraction Assessment)
- الخصائص: يتم استخدام جهاز يعرف بالرفراكتومتر لقياس كيفية تركيز الضوء على الشبكية. يقوم الطبيب بوضع عدسات مختلفة أمام العين ويطلب من الشخص التعرف على الحروف أو الأرقام حتى يجد الوصفة المثالية التي تعطي أوضح رؤية.
3. منظار الشبكية (Retinoscopy)
- الخصائص: يستخدم الطبيب مصدر ضوء لامع وينظر في العين من خلال جهاز خاص لمعرفة كيفية انعكاس الضوء عن الشبكية. هذا الفحص يساعد في تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من قصر النظر وكيفية تصحيحه.
4. قياس طول العين (Axial Length Measurement)
- الخصائص: يمكن استخدام أجهزة متخصصة، مثل الموجات فوق الصوتية أو الأجهزة الضوئية، لقياس طول العين. الطول الزائد لمقلة العين يمكن أن يكون سبباً رئيسياً لقصر النظر.
5. قياس انحناء القرنية (Keratometry)
- الخصائص: هذا الاختبار يقيس انحناء القرنية، حيث يمكن أن يؤثر شكل القرنية غير الطبيعي على تركيز الضوء داخل العين.
6. فحص الشبكية (Fundus Examination)
- الخصائص: يتم توسيع حدقة العين باستخدام قطرات خاصة للسماح للطبيب بفحص الشبكية والعصب البصري للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى تؤثر على الرؤية.
7. اختبارات تكيف العين (Accommodation Tests)
- الخصائص: تساعد هذه الاختبارات في تقييم قدرة العين على تغيير تركيزها من الأجسام القريبة إلى البعيدة والعكس، وهو مهم لتشخيص أنواع معينة من مشاكل الرؤية المرتبطة بقصر النظر.
متى يجب إجراء الفحص؟
- الأطفال: من المهم فحص العيون بانتظام منذ سن مبكرة، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لقصر النظر.
-
البالغون: يوصى بإجراء فحوصات دورية كل عامين على الأقل، أو بشكل أكثر تكرارًا إذا كانت هناك تغييرات ملحوظة في الرؤية.
علاج قصر النظر:
علاج قصر النظر يعتمد على شدة الحالة واحتياجات الفرد. هناك عدة خيارات لعلاج وتصحيح قصر النظر، وتشمل:|
1. النظارات الطبية
- الخصائص: تعد النظارات أكثر طرق تصحيح النظر شيوعًا وسهولة. يتم تصميمها بوصفات طبية مخصصة لتصحيح تركيز الضوء على الشبكية، مما يساعد في تحسين رؤية الأشياء البعيدة.
2. العدسات اللاصقة
- الخصائص: توفر العدسات اللاصقة مجال رؤية أوسع مقارنة بالنظارات، وهي خيار جيد للأشخاص الذين يفضلون عدم ارتداء النظارات. تأتي العدسات بأنواع متعددة مثل العدسات اليومية، الأسبوعية، أو الشهرية.
3. الجراحة بالليزر
- الأنواع الشائعة:
- LASIK (تصحيح تحدب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر): إجراء شائع يتضمن إعادة تشكيل القرنية باستخدام الليزر لتحسين تركيز الضوء على الشبكية.
- PRK (استئصال القرنية الانكساري بالليزر): مشابه لـ LASIK ولكنه لا يتضمن إنشاء سديلة في القرنية، مما يجعله مناسبًا لبعض الحالات الخاصة.
- SMILE (استخراج العدسة الصغيرة بواسطة شق صغير): تقنية أحدث تتضمن إزالة جزء صغير من النسيج القرني لتحسين الرؤية.
4. العدسات المزروعة
- الخصائص: يتم زرع عدسات اصطناعية داخل العين لتصحيح قصر النظر، وتستخدم هذه الطريقة عادة للأشخاص الذين لا يمكن تصحيح نظرهم بشكل كافٍ باستخدام النظارات أو العدسات اللاصقة.
5. العلاج البصري
- الخصائص: يتضمن برامج تمارين بصرية تهدف إلى تحسين قدرة العين على التركيز وتقليل التعب البصري. قد يكون مفيدًا للأطفال والشباب في تقليل تطور قصر النظر.
6. أدوية للتحكم في تطور قصر النظر
- الأتروبين المخفف: يستخدم في بعض الحالات للحد من تطور قصر النظر، خاصة لدى الأطفال.
7. العدسات التصحيحية الليلية (Orthokeratology)
- الخصائص: تتضمن ارتداء عدسات صلبة ليلية لإعادة تشكيل القرنية مؤقتًا، مما يسمح برؤية واضحة خلال النهار بدون الحاجة إلى نظارات أو عدسات لاصقة.
من المهم مراجعة طبيب العيون بانتظام للكشف المبكر وعلاج قصر النظر، خاصة لدى الأطفال واليافعين الذين قد لا يلاحظون تغيرات في رؤيتهم.