التغيرات اللغوية الأساسية المرتبطة بالزهايمر

  • 30 يناير، 2025
  • 65
  • #الصحة_النفسية

التغيرات اللغوية الأساسية المرتبطة بالزهايمر

 

بقلم: الدكتور رضوان أبو سيف
تاريخ النشر: 4 ديسمبر 2024

 

إن التغيرات التي تطرأ في طريقة الكلام تُعد من بين المؤشرات المبكرة التي يمكن أن نلاحظها قبل التدهور الكبير في الذاكرة. ويمكن أن يساعد التعرف على هذه المؤشرات في التدخل المبكر لتحسين نوعية حياة المريض وإبطاء سرعة تقدم المرض وبمساعدة تدخلات واستراتيجيات علاجية مناسبة في نفس الوقت، وفيما يلي، بعض النقاط المهمة حول هذا:

 

1) صعوبة في إيجاد الكلمات (Word-Finding Difficulties)

المؤشر الأول هو ظهور مشاكل في إيجاد الكلمات وفيه يعاني المصابون من صعوبة في استرجاع الكلمات المناسبة أثناء التحدث، مما يؤدي إلى استخدام كلمات عامة (مثل "كذا أو ذلك الشخص أو الشيء" بدلاً من ذكر اسم محدد)، وظهور توقف مفاجئ أثناء الحديث.

والتفسير العلمي لذلك هو تلف دماغي يطرأ في الفص الصدغي الذي يؤثر على قدرة الدماغ على تخزين واسترجاع المفردات.

 

2) نقص تدريجي في تنوع المفردات (Reduction in Vocabulary)

والمؤشر الثاني هو ظهور نقص تدريجي في تنوع المفردات (Reduction in Vocabulary): حيث تصبح المفردات المستخدمة أقل تنوعًا وأكثر تكرارًا. وميل المريض إلى استخدام جمل بسيطة وقصيرة. والتفسير العلمي لذلك هو تدهور الشبكات العصبية المسؤولة عن معالجة اللغة في الدماغ.

 

3) الأخطاء النحوية الغير معهودة سابقًا (Grammatical Errors)

تظهر مشكلات في ترتيب الكلمات وصياغة الجمل، مثل حذف الأفعال أو استخدام تراكيب غير صحيحة. والتفسير العلمي لذلك هو تضرر الفص الجبهي المسؤول عن التخطيط والتنظيم النحوي.

 

4) التكرار (Repetition)

فقد يكرر المريض الكلمات أو العبارات بسبب ضعف الذاكرة القصيرة المدى، مما يعكس اضطرابًا في الفص الجبهي المتوسط المسؤول عن التحكم في الكلام.

 

5) الكلام المترابط بشكل ضعيف (Disorganized Speech)

تصبح الجمل غير مترابطة، وقد يكون من الصعب متابعة سياق الحديث، ويرتبط ذلك بتدهور الاتصال بين المناطق الدماغية التي تنظم تسلسل الأفكار واللغة.
 

6) الإطالة والبطء في الكلام (Slowed Speech)

يصحب كلام الحالة بطء غير معهود سابقًا مع تردد واضح بين الكلمات، والتفسير العلمي لذلك هو بطء يطرأ في معالجة المعلومات في الدماغ نتيجة التدهور العصبي.

 

7) مظاهر الصوت والنبرة (Changes in Prosody)

يطرأ تغير في النبرة وفقدان للتنوع في النبرة والحديث بنبرة ثابتة ومملة، ويفسر ذلك علميًا بالتغيرات التي تحدث سلبياً في الروابط بين الفصوص الدماغية المسؤولة عن التحكم في الإيقاع والنغمة.

 

8) صعوبة في النطق (Articulation Problems)

وهو مؤشر على تقدم التدهور يظهر على شكل صعوبة في نطق الكلمات بشكل صحيح، ويفسر علميًا بتدهور المناطق الحركية المرتبطة بتحريك العضلات المسؤولة عن النطق.

9) ضمور الحُصين (Hippocampal Atrophy)

من المؤشرات البيولوجية التي قد يلمسها المختصون من خلال التصويرات والتخطيطات الدماغية المتخصصة كتفسير عصبي هو ضمور الحُصين والذي يؤثر على استرجاع المعلومات اللغوية.

 

10) تراكم البيتا أميلويد والتاو (Beta-Amyloid & Tau)

يؤدي إلى اضطراب الإشارات العصبية بين مناطق اللغة.

 

11) فقدان الخلايا العصبية

والذي يقلل من كفاءة التواصل بين مناطق الدماغ المعنية بالكلام.

 

طرق تقييم التغيرات اللغوية

يتم تقييم كل ما سبق ذكره من خلال:

  1. اختبارات استرجاع الكلمات وتكوين الجمل.

  2. تحليل الكلام تلقائيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل السرعة، التنوع، والارتباط في الكلام.

  3. التصوير العصبي وإجراء التحليلات الطبية اللازمة للكشف عن التغيرات في مناطق الدماغ المسؤولة عن اللغة.

 

أهمية التدخل المبكر

يساهم الكشف المبكر عن هذه التغيرات في تحسين حياة المرضى من خلال العلاجات الداعمة والتأهيل اللغوي، مما يساعد في إبطاء تقدم الزهايمر وتعزيز جودة التواصل لديهم.

إذا لاحظت أيًّا من هذه العلامات لدى أحد أفراد أسرتك، فمن الضروري استشارة الطبيب المختص لإجراء التقييم المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة.

 

 

شارك المقال